قال الشيخ #عبد_الرزاق_البدر - حفظه الله:
( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )، ونبينا عليه الصلاة والسلام إذا جيء له بمريض قال: ( اللهم رب الناس مُذهب البأس اشف انت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقما )
#انتبه لهذه الفائدة ( لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقما ) عادَةً فيما يعرفه الناس أن كثير من الأمراض قد يُشفى منها الانسان ويبقى آثار جانبية تتولد عن المرض، وهنا يسأل الله -عز وجل- سؤالا يجمع شفاءه من المرض والعلة التي أصابته، وأيضا من المخاوف والآثار التي يتوقع أو أنها تحصل عقب مثل هذا المرض، (شفاءً لا يغادر سقما).
•ومثله ما جاء في الحديث: أن يقول ثلاث مرات (بسم الله) ثم يقول: (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر).
(من شر ما أجد) أي: من ألم ووجع ومرض.
(وأحاذر) عادة المريض اضافة إلى توجعه وشكايته من مرضه المعين لديه مخاوف من تفاقم المرض وتزايده، فهذا تعوذ يشمل ذلك.
•فيلجأ إلى الله -سبحانه وتعالى- ويبذل الأسباب المشروعة (تداووا عباد الله، ما أنزل الله من داء إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله).
فيُحسن الظن بالله، يُحسن الظن بالله -سبحانه وتعالى- .
تحدث أحد المعاصرين عن مرض أصابه (وهو ما يُعرف بالسرطان) وكان في أحشائه، وكان ذا مال، وتنقل في علاجه إلى مستشفيات كثيرة في العالم، كما وصف هو ذلك وسمعته بصوته في تسجيل له.
•آخر مطافه في تنقلاته في العلاج إلتقى بطبيب في الأردن فقال له الطبيب: (أنصحك ألا تضيع هذه الأموال في التنقلات والعلاج، وعليك أن تذهب إلى مكة تقضي فيها ما بقي من حياتك).
•يقول: خرجت منه، وفعلا ذهبت إلى مكة، ولكن ذهبت وأنا على يقين بالله سبحانه أنه لا شفاء إلا شفاءه، وأنه الشافي -سبحانه وتعالى-، وجلست عند بيت الله أشرب من ماء زمزم وأدعو الله وأُلحُّ عليه بالدعاء.
•يقول: الأسبوع الأول توقفت الآلام، الأسبوع الثاني أصبحت الطعام الذي آخذه لا يرجع -العادة ما آخذه من طعام ما تقبله جوفي- .
•الأسبوع الثالث يقول: شبهت نفسي بشجرة يابسة وبدأت...
•يقول: فأخذت شهرًا ثم رجعت وأجريت فحص بالمنظار وسألت الطبيب، قال: (ما شاء الله، أحشاؤك مثل أحشاء الطفل، ما فيها شيء).
فباب حسن الظن بالله -سبحانه وتعالى- ينبغي أن يصاحب المسلم، حسن الظن ما هو كلام !!
حسن الظن ليست كلمة يقولها الانسان.
عقيدة تملأ قلبه مع صدق مع الله -سبحانه وتعالى- في حسن ظنه بالله.
•وإلا من السهل على الانسان أن يقول أنا حسن الظن بالله، أن يقول هذه الكلمة.
لكن حسن الظن بالله هي عقيدة تملأ قلب الانسان ممبعها -كما قدمت- حسن المعرفة بالله وبأسمائه سبحانه وصفاته، وأنه لا يُعجزه شيء، وأنه -سبحانه وتعالى- على كل شيء قدير -جل في علاه- وأن أمره إذا أراد شيئا أن يقول له: (كن فيكون)، وأنه وسع كل شيء رحمة، وعلما، وفضلا، وجودًا، واحسانا -سبحانه وتعالى-
فإذا وُجِدت هذه العقيدة وملأت قلب الانسان أثمرت بإذن الله -تبارك وتعالى- الثمار.
وهذا يوضح لكم هذا القسم الذي قاله ابن مسعود، قال: (والذي لا إله غيره ما أُعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله).
حسن الظن بالله ليس بالأمر الهين، وآثاره على العبد آثار عظيمة جدا وجليلة للغاية.