📌سلسلة !? سؤال وجواب ؟!
•••━━━━━━●؛؛؛؛؛؛؛؛●━━━━━━•••
📑المعتقد الصحيح فى سؤال وجواب⑪
📌لأبى محمد عبدالله سعيد رسلان
•••━━━━━━●؛؛؛؛؛؛؛؛●━━━━━━•••
📑الدَّرْسُ الْحَادِي عشر :
📌المُعْتَقَدُ الصَّحِيحُ فِي حُكْمِ مَنْ وَقَعَ فِي الْكَبَائِرِ
● س ٦٨ : مَا حُكْمُ مَنْ وَقَعَ فِي الْكَبَائِرِ؟
نَعْتَقِدُ أَنَّ جَمِيعَ الذُّنُوبِ -سِوَى الْإِشْرَاكِ بِاللهِ تَعَالَى- لَا تُخْرِجُ الْمُسْلِمَ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ، إِلَّا أَنْ يَطْرَأَ عَلَيْهَا وَصْفٌ يُوجِبُ الْكُفْرَ كَالِاسْتِحْلَالِ وَتَرْكِ الْوَاجِبِ جُحُودًا مَثَلًا.
وَكُلُّ مَا دُونَ الشِّرْكِ مِنَ الذُّنُوبِ لَا يُخَلَّدُ صَاحِبُهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨ ]
فَنَصَّتِ الْآيَةُ عَلَى أَنَّ صَاحِبَ الذُّنُوبِ إِلَى مَشِيئَةِ اللهِ -جَلَّ وعَلَا-، إِنْ شَاءَ -تَعَالَى- عَفَا عَنْهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ النَّارَ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِ، لِيُطَهِّرَهُ بِهَا، ثُمَّ يُخْرِجُهُ مِنْهَا بِتَوْحِيدِهِ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
● س ٦٩ : هَلْ صَاحِبُ الْكَبَائِرِ مُؤْمِنٌ كَامِلُ الْإِيمَانِ؟
لَا، هُوَ مُؤْمِنٌ نَاقِصُ الْإِيمَانِ؛ لِأَنَّ اللهَ قَدْ سَمَّى فِي كِتَابِهِ بَعْضَ الْكَبَائِرِ؛ كَالْقَتْلِ وَالْبَغْيِ، وَأَثْبَتَ الْإِيمَانَ لِأَصْحَابِهَا، فَهُمْ مُؤْمِنُونَ بِإِيمَانِهِمْ، فَاسِقُونَ بِمَعْصِيَتِهِمْ.
قَالَ تعَالَى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ﴾ [البقرة: ١٧٨]، فَأَثْبَتَ تَعَالَى الْإِيمَانَ لِلْقَاتِلِ وَالْمَقْتُولِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَثْبَتَ لَهُمْ أُخُوَّةَ الْإِيْمَانِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
● س ٧٠ : هَلْ هُنَاكَ مُنَافَاةٌ بَيْنَ تَسْمِيَةِ الْمَرْءِ: (فَاسِقًا) وَتَسْمِيَتِهِ: (مُسْلِمًا)؟
لَا مُنَافَاةَ بَيْنَ إِطْلَاقِ الْفِسْقِ علَى الْعَمَلِ أَوْ عَامِلِهِ، وَتَسْمِيَةِ الْعَامِلِ مُسْلِمًا وَجَرَيَانِ أَحْكَامِ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ. وَقِصَّةُ الصَّحَابِيِّ عَبْدِاللهِ -الَّتِي رَوَاهَا الْبُخَارِيُّ فِي «صَحِيحِهِ»- غَايَةٌ فِي تَوْضِيحِ ذَلِكَ، حَيْثُ إِنَّ عَبْدَاللهِ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَجِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ أَحَدُ الصَّحَابَةِ -رضي الله عنهم-: لَعَنَهُ اللهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَي بِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : «لَا تَلْعَنْهُ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ» (١) .
فَلَمْ يَخْرُجْ مِنَ الْإِسْلَامِ بِمُجَرَّدِ هَذِهِ الْكَبِيرَةِ، بَلْ قَدْ أَثْبَتَ لَهُ الْإِيمَانَ، مَعَ وُقُوعِهِ فِي هَذِهِ الْكَبِيرَةِ.
ـــــــــــــــــــــ
(١) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( ٦٣٩٨ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
● س ٧١ : مَا أَقْسَامُ الْكُفْرِ، وَالشِّرْكِ، وَالظُّلْمِ، وَالْفُسُوقِ؟
كُلٌّ مِنَ الْكُفْرِ وَالشِّرِك وَالظُّلْمِ وَالْفُسُوقِ وَالنِّفَاقِ جَاءَتْ فِي نُصُوصِ الشَّرْعِ عَلَى قِسْمَيْنِ:
١- أَكْبَرَ: يُخْرِجُ مِنَ الْمِلَّةِ لِمُنَافَاتِهِ أَصْلَ الدِّينِ بِالْكُلِّيَّةِ.
٢- وَأَصْغَرَ: يُنَافِي كَمَالَ الْإِيمَانِ وَلَا يَخْرُجُ صَاحِبُهُ مِنْهُ.
وَهَذا تَقْسِيمٌ لِلسَّلَفِ -رضي الله عنهم-، فَقَدْ أَثْبَتَ حَبْرُ الْأُمَّةِ وَتَرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-، أَنَّ هُنَاكَ كُفْرًا دُونَ كُفْرٍ، وَظُلْمًا دُونَ ظُلْمٍ، وَفُسُوقًا دُونَ فُسُوقٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
● س ٧٢ : اذْكُرْ مِثَالًا لِلْكُفْر ِالْأَكْبَرِ، وَالظُّلْمِ الْأَكْبَرِ، وَالْفِسْقِ الْأَكْبَرِ؟
١- مِنَ الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ: دُعَاءُ غَيْرِ اللهِ.
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾[المؤمنون:١١٧]
٢- مِنَ الظُّلْمِ الْأَكْبَرِ: دُعَاءُ غَيْرِ اللهِ.
قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾[ يونس : ١.٦ ]
٣- مِنَ الْفِسْقِ الْأَكْبَرِ: فِسْقُ إِبْلِيسَ.
قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾[الكهف:٥٠ ]
•••━━━━━━●؛؛؛؛؛؛؛؛●━━━━━━•••
● س ٧٣ : اذْكُرْ مِثَالًا لِلْكُفْرِ الْأَصْغَرِ، وَالظُّلْمِ الَأْصَغْرِ، وَالْفِسْقِ الْأَصْغَرِ؟
١- مِنَ الشِّرْكِ الْأَصْغَرِ: قال ﷺ : «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» (١).
٢- مِنَ الظُّلْمِ الْأَصْغَرِ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: ١٠ ]
٣- مِنَ الْفِسْقِ الْأَصْغَرِ: قَالَ ﷺ : «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» ( ٢).
ـــــــــــــــــــــ
(١) أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ ( ١٤٥٥) ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي «الصَّحِيحَةِ» ( ٢٠٤٢) .
( ٢) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( ٤٨ )، وَمُسْلِمٌ ( ١١٦).
•••━━━━━━●؛؛؛؛؛؛؛؛●━━━━━━•••