✿مدّونة دروب الإستقامـة ✿ترحب بكم ✿حيّاكم الله✿

الجمعة، 22 ديسمبر 2017

سلسلة من كتاب دليل أرباب الفلاح لتحقيق فن الإصطلاح للشيخ حافظ الحكمي -رحمه الله-②

 بسم الله الرحمن الرحيم 

🔦سلسلة: (2)

#كتاب: #دليل_أربابالفلاح_لتحقيق_فن _الإصطلاح
للشيخ حافظ الحكمي -رحمه الله-

#يتبع الترجمة السابقة

▪️تلاميذه:
🕳#الطبقة الأولى:
1- الشيخ أحمد محمد جابر المدخلي.
2- الشيخ أحمد بن يحيى النجمي.
3- الشيخ حسن بن زيد النجمي.
4- الشيخ حسن بن يحيى حملي.
5- الشيخ ناصر خلوفة طياش مباركي. 
6- الشيخ إسماعيل حسن مذكور.
7- الشيخ جابر بن سلمان بن جابر مدخلي.
8- الشيخ جابر بن ناصر المدخلي.
9- الشيخ حسين بن أحمد حسين النجمي.
10- الشيخ حسين بن محمد شبير النجمي.
11- الشيخ علي بن حمد عريشي.
12- الشيخ محمد بن محمد جابر المدخلي.
13- الشيخ محمد بن يحيى القرني.
14- الشيخ منصور بن منصور بهلول مدخلي.
15- الشيخ موسى بن جابر السهلي.
16- الشيخ يحيى بن علي شعبي.

🕳#الطبقة الثانية: 
17- الشيخ علي بن قاسم الفيفي.
18- الشيخ محمد صغير المحسن.
19- الشيخ إبراهيم بن يوسف بن يحيى الفقيه.
20- الشيخ أحمد بن أحمد علوش.
21- الشيخ جبريل بن يحيى حكمي.
22- الشيخ الحسن بن علي العكبري.
23- الشيخ علي بن موسى دلاك.
24- الشيخ علي بن يوسف بن يحيى الفقيه.
25- الشيخ غالب بن إبراهيم موسى غازي.
26- الشيخ محمد بن أحمد سراج مباركي.
27- الشيخ محمد بن إسماعيل مهدي فقيه.
28- محمد بن عقيل بن أحمد الهمداني.
29- الشيخ منصور بن غانم.

🕳 #الطبقة الثالثة:
30- الشيخ إبراهيم بن حسن الشعبي.
31- والشيخ زيد بن محمد هادي.
32- والشيخ علي بن صديق عريشي.
33- والشيخ علي بن محمد أبو زيد.
34- والشيخ محمد بن ناصر الحازمي.
35- والشيخ قاسم الشماخي.
36- والشيخ إبراهيم بن محمد خلوفة.
37- والشيخ محمد بن عبده جابر المدخلي.
38- والشيخ أحمد جابر المدخلي.
39- والشيخ إسماعيل بن علي بن محمد شعبي.
40- والشيخ علي بن عبد الله الأهدل.
41- والشيخ الدكتور علي بن ناصر فقهي.
42- والشيخ الدكتور ربيع بن هادي عمير المدخلي.
43- والشيخ الدكتور هادي بن أحمد طالبي.
44- والشيخ طاهر بن أحمد طالبي.
45- والشيخ علي مديش بجوي.
46- والشيخ محمد بن عبد الله القرعاوي.
47- والشيخ محمد بن يحيى علي فقيه حكمي.

🔹وكل هؤلاء جلهم قد تخرجوا من الجامعات الإسلامية، ومنهم المدرسون في المعاهد، ومنهم المدرسون في الجامعة الإسلامية، ومنهم القضاة ونفع الله بهم وله الحمد.

▪️#مؤلفاته:
كان الشيخ حافظ عالماً بارعاً في جل العلوم، وقد صنف فيها نثراً ونظماً، والحقيقة لم يكن له نظير في زمانه بهذه المناطق، وقد حوى هذا العلم الغزير في وقت لذكائه الوقاد.

وله مؤلفات عديدة في التوحيد، والحديث، ومصطلح الحديث، والفقه، وأصوله، والفرائض والتاريخ، والسيرة النبوية، والنصائح، والوصايا، والآداب العامة، ومن هذه المؤلفات المطبوع وغير المطبوع، وهي كالتالي:

1- سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله، واتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، انتهى من تأليفه عام (1362)هـ.
2- معارج القبول شرح سلم الوصول، في مجلدين.
3- المنظومة الميمية في الوصايا العلمية.
4- نيل السول في تاريخ الأمم وسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
5- وسيلة الحصول إلى مهمات الأصول، في أصول الفقه انتهى من تأليفه عام 1373هـ.
6- السبل السوية في فقه السنن المروية، في الفقه.
7- أعلام السنة المنشورة باعتقاد الطائفة الناجية المنصورة سؤال وجواب في التوحيد، فرغ من تسويده نهار الإثنين أول يوم من شعبان 1365هـ، وفرغ من تبييضه نهار الأحد الرابع عشر من الشهر المذكور.
8- الجوهرة الفريدة في تحقيق العقيدة.
9- النور الفائض من شمس الوحي، في علم الفرائض، انتهى من تأليفه في 15/8/1365هـ.
10- دليل أرباح الفلاح في تحقيق فن الاصطلاح، في المصطلح، انتهى من تأليفه في 5/2/1365هـ.
11- اللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون، في المصطلح، انتهى من تأليفه عام 1366هـ.
12- اللامية في الناسخ والمنسوخ، في أصول الفقه.
13- نصيحة الإخوان عن تعاطي القات والشمة والدخان، عام 1367هـ، وقد طبعت هذه المؤلفات طبعتها الأولى في مطابع البلاد السعودية، بمكة المكرمة عام 1373هـ، و1374هـ، على نفقة الملك سعود بن عبد العزيز، وزعت مجاناً.
14- مقررات في أصول الفقه، لم تطبع.
15- مقررات في السيرة النبوية، لم تطبع.
16- مقررات في النحو والصرف، لم تطبع.
17- مقررات في أدب السلوك، لم تطبع.
18- خطبة منبرية في الجمع والأعياد، لم تطبع.
19- الأحاديث الثلاثية من البخاري،لم تطبع.
20- منظومة عن العزوف عن الدنيا، وشرحها الشيخ زيد بن محمد هادي مدخلي أحد تلاميذه وهي مطبوعة.
21- مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام، لم تطبع.
22- شرح الورقات في أصول الفقه، لم يطبع.
23- شرح بعض العوامل في النحو (محفوظ لدي بقلمي من عام 1361هـ، لم يطبع).

استقيت هذه المعلومات من كتاب " النهضة الإصلاحية في جنوب المملكة العربية السعودية لصاحبها فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي " بقلم تلميذه عمر بن أحمد جردي المدخلي، ومن ترجمته التي ألفها الشيخ أحمد بن علي علوش مدخلي باسم ( الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي، حياته ومنهجه في تقرير العقيدة ونشرها في منطقة الجنوب).

وأنا أعرف كثيرا مما ذكراه في كتابيهما. 

وأنا ممن عرف الشيخ حافظاً عن كثب ودرس عليه وأحبه، وعرف مزاياه التي حباه الله بها - رحمه الله -.
_________________________
🔹مصدر هذه الترجمة:
تذكير النابهين بسير أسلافهم حفاظ الحديث السابقين واللاحقين/للشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-
..
منقول




فوائد حديثية


بسم الله الرّحمن الرّحيم
 يسر أخاكم ومحبكم أبي عائشة محمد أن يجمع لكم بعض الفوائد الحديثية التي يحتاجها المبتدئ ولا يستغي عنها طالب العلم، إمّا جمعًا من بعض الكتب، أو سماعا من بعض المشايخ ، أونقلا من عند بعض الإخوة، وهي فوائد عزيزة ونادرة بالنسبة لكثير من الناس، وفي هذا الموضوع أحببت أن تكون الفوائد قصيرة حتى يتسنى للكل فهمها أو ربما حفظها، والله وحده الموفق. 
منقول من منتديات الإمام الآجري
فائدة حديثية -1-:
" الْبُخَارِيُّ والدَّارِمِيُّ فُقَهَاءٌ فِي الْحَدِيثِ أُصُولًا وَفُرُوعًا "

قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله :(( ابْتَدَأَ الْبُخَارِيُّ صَحِيحَهُ بِبَدْءِ الْوَحْيِ وَنُزُولِهِ؛ فَأَخْبَرَ عَنْ صِفَةِ نُزُولِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ عَلَى الرَّسُولِ أَوَّلًا، ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِكِتَابِ الْإِيمَانِ الَّذِي هُوَ الْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ ثُمَّ بِكِتَابِ الْعِلْمِ الَّذِي هُوَ مَعْرِفَةُ مَا جَاءَ بِهِ فَرَتَّبَهُ التَّرْتِيبَ الْحَقِيقِيَّ.
وَكَذَلِكَ الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الدارمي صَاحِبُ (الْمُسْنَدِ): ابْتَدَأَ كِتَابَهُ بِدَلَائِلِ النُّبُوَّةِ وَذَكَرَ فِي ذَلِكَ طَرَفًا صَالِحًا.وَهَذَانِ الرَّجُلَانِ : أَفْضَلُ بِكَثِيرِ مِنْ مُسْلِمٍ؛ وَالتِّرْمِذِي وَنَحْوِهِمَا؛ وَلِهَذَا كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: يُعَظِّمُ هَذَيْنِ وَنَحْوَهُمَا؛ لِأَنَّهُمْ فُقَهَاءُ فِي الْحَدِيثِ أُصُولًا وَفُرُوعًا )).
مجموع الفتاوي 2 / 4


الخميس، 21 ديسمبر 2017

ما معنى بدعة، وهل هي حرام أم مكروهة؟ لفضيلة الشيخ بن الباز رحمه الله



ما معنى بدعة، وهل هي حرام أم مكروهة؟
البدعة معناها المحدث في الدين، الذي أحدثه الناس ولم يكن شرعه الرسول - صلى الله عليه وسلم- للناس هذا يسمى بدعة، المحدثات في الدين هي البدع، وقال فيه المصطفى عليه الصلاة والسلام: (كل بدعةٍ ضلالة) وكان يقول في خطبة الجمعة (أما بعـد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة)، فالبدعة محرمة وممنوعة لأنها ضلالة، مثل بدعة الاحتفال بالموالد في أي يومٍ كان، أو بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم- في الثاني عشر من ربيع الأول، وإن فعلها كثير من الناس لكنها بدعة لم يفعلها الرسول - صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه، فالواجب تركها، مثل بدعة حي على خير العمل في الأذان أو أشهد أن علياً ولي الله، بدعة لا يجوز أيضاً، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- ما فعلها، ولا أصحابه، بل مما أحدثه الناس، فالواجب في هذا التأسي بالرسول - صلى الله عليه وسلم- وأن يؤذن الناس كما أذن، كما أقر على ذلك عليه الصلاة والسلام، وهناك بدع كثيرة أحدثها الناس وضابطها أنها غير موافقة لما فعله الرسول ولما أمر به عليه الصلاة والسلام، بل هي شيء ما شرعه الله ولا رسوله، والله جل وعلا يقول: أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله، ويقول عليه الصلاة والسلام: (إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة)، ومن هذا كون الناس يذكرون الله جماعياً بصوت واحد، بعد الصلاة هذا من البدع أيضاً، أو يكبرون في الأعياد بصوتٍ جماعي، الله أكبر كبيرا، أو لا إله الله إلا الله بصوتٍ جماعي يتعمدونه، أو ما أشبه ذلك مما أحدثه الناس.

بعض قواعد المنهج واصول المنهج السلفي لفضيلة الشيخ عبدالله البخاري


بعض قواعد المنهج واصول المنهج السلفي

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسَّلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فأشير إلى بعض قواعد المنهج وأصول المنهج السلفي.

قال شيخنا العلاَّمة المحقِّق محمد أمان بن علي الجامي (ت 1416هـ) رحمه الله، في كتابه النَّافع المفيد الماتع (الصفات الإلهية) (ص 57- وما بعدها) من (المبحث الخامس):"...عندما نطلق كلمة (السلف)؛ إنما نعني بها من الناحية الاصطلاحية:

أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الذين حضروا عصره، فأخذوا منه هذا الدين مباشرةً غضَّاً طرياً في أصوله وفروعه.

كما يدخلُ في هذا الاصطلاح: التابعون لهم، الذين ورثوا علمهم قبل أن يطول عليه الأمد، والذين شملتهم شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم وثناؤه عليهم بأنهم (خير الناس) حيث قال (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).

كما يشمل الاصطلاح تابعي التابعين.

وهو لفظٌ مصطلحٌ عليه، وقد ظهر هذا الاصطلاح واشتهر حين ظهر النِّزاع ودار حول أصول الدين بين الفرق الكلامية، وحاول الجميع الانتساب إلى السَّلف، وأعلن أنَّ ما هو عليه: هو ما كان عليه السَّلف الصَّالح.

فإذاً لابدَّ أن تظهرَ- والحالةُ هذه- أُسسُ وقواعد واضحة المعالم وثابتة للاتِّجاه السَّلفي، حتى لا يلتبس الأمر على كل من يريد الاقتداء بهم، وينسج على منوالهم، ويمكنُ إيجازُ تلك القواعد فيما يلي:

القاعدة الأولى: تقديم النَّقل على العقل.

ولكن تقريرنا بأن النَّقل مقدم على العقل لا ينبغي أن يفهم منه أنَّ السَّلف يُنكرون العقل والتوصل به إلى المعارف، والتفكير به في خلق السموات والأرض وفي الآيات الكونية الكثيرة، (لا)، ولكنهم لا يسلكون في استعمال العقل الطريقة التي سلكها علماء الكلام في الاستدلال بالعقل وحده في المطالب الإلهية....بل إن السَّلف من منهجهم: لا يدعون التعارض بين الدَّليلين، بل ينفون هذا التعارض الذي يصطنعه علماء الكلام المتأثرون بفلسفة اليونان...

وبالاختصار: إنَّ السَّلف إنما يُقدِّمون الأدلة النقلية على الأدلة العقلية إيماناً منهم بأنَّ الله أرسل الرُّسل، وأنزل الكتب من عنده، وكلفهم ببيان ما يحتاج إلى البيان (لأمر له شأنه)، وهو أن ما جاء في هذه الكتب وبلغته الرسل يغني عن كلِّ شيء، وأما غيره فلا يغني عنه، هذه النقطة هي (سر المسألة)؛ فلا يسعُ الخلف إلا اتباع السَّلف على أساس أنَّهم (أعلم وطريقتهم أحكم وأسلم)......

القاعدة الثَّانية: رفض التأويل- ثم بين الشيخ إطلاقات هذا اللفظ واستعمالاته، ثم قال- فالتأويل في اصطلاح المتكلمين إنما يعني: اتخاذ العقل أصلاً حتي يكون النقل تابعاً له، فإذا ما ظهر تعارض بينهما- في زعمهم- فينبغي تأويل النص حتى يوافق العقل.

ولم يعلموا- أو هم يتجاهلون- أن الحجة العقلية الصريحة لا تُعارض الحجة الشرعية الصحيحة، بل يمتنعُ تعارضهما إلا إذا كان هناك فساد في أحدهما أو فيهما جميعاً....فالسلف يحتكمون إلى النصوص في كل شيء كتاباً وسنة، ويكتفون بها و لا يعارضونها بالأدلة العقلية.

القاعدة الثالثة: عدم التفريق بين الكتاب والسُّنَّة.

يرى السَّلف أنَّ السُّنَّة تُبين الكتاب وتوضحه وتفسره، بل السُّنَّة خير تفسير يُفسَّرُ به القرآن بعد القرآن، بل قد يتوقف فهم بعض ما أجمل في القرآن إلا بواسطة السنة...ولقد رأينا السَّلف كيف استغرقوا في القرآن تلاوةً وحفظاً وعكوفاً على تفسيره وتفهمه، منفذّين أحكامه ومستنبطين منه القواعد في النظر العقلي، ومستمدين منه حقائق عالم الغيب هذا.



ويتضحُ مما تقدَّم:

أنَّ مدلول (السلفية) أصبحَ اصطلاحاً معروفاً يُطلقُ على (طريقة الرعيل الأول، ومن يقتدون بهم في تلقي العلم، وطريقة فهمه، وبطبيعة الدعوة إليه)، فلم يعد محصوراً في دور تاريخي معين.

بل يجب أن يُفهم على أنَّه: مدلولٌ مستمر استمرار الحياة، وضرورة انحصار (الفرقة النَّاجية) في: علماء الحديث والسُّنَّة، وهم أصحاب هذا المنهج، وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة، أخذاً من قوله صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم) - متفق عليه-) انتهى المراد نقله من كلامه رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى.

وصلى الله على نبينا محمدٍ وأله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.

وكتب

عبد الله بن عبد الرحيم البخاري

4/ ذو القعدة/ 1429هـ



[تنبيه: أصل هذا المقال تعليق للشيخ على موضوع نشر في شبكة سحاب السلفية بعنوان: (القواعد والأصول لمنهج خير السلف أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم)]




ما معنى السلفية ؟ وإلى من تنسب ؟لإمَـــامِ العَصْــر المُحــــدّثْ/ مُحَـــــمَد بنْ نَاصِر الديّن الألبَانِي -رَحِمَه الله وطَيّب ثرَاه-


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: « خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ... »

🚩
ما معنى السلفية ؟ وإلى من تنسب ؟
وهل يجوز الخروج عن فهم السلف الصالح في تفسير النصوص الشرعية؟

لإمَـــامِ العَصْــر المُحــــدّثْ/ مُحَـــــمَد بنْ نَاصِر الديّن الألبَانِي

-رَحِمَه الله وطَيّب ثرَاه-

السـُــؤال:
بعض الأخوة الجالسين يسمعون عن الدعوة السلفية سماعاً ويقرؤون عنها ما يُكتب من قِبَلِ خصومها لا من قِبَلِ أتباعها ودُعاتِها ، فالمرجو من فضيلتكم وأنتم من علماء السلفية ودعاتها شرح موقف السلفية بين الجماعات الإسلامية اليوم.

الإجـَـابة:
أنا أجبتُ عن مثل هذا السؤال أكثر من مرة ، لكن لا بد من الجواب وقد طُرِحَ سؤال ، فأقول :
كلمة حقٍّ لا يستطيع أي مسلم أن يجادل فيها بعد أن تتبين له الحقيقة :
أول ذلك : الدعوة السلفية ، نسبة إلى ماذا ؟ 

السلفية نسبة إلى السلف

فيجب أن نعرف من هم السلف إذا أُطلق عند علماء المسلمين : السلف ، وبالتالي تُفهم هذه النسبة وما وزنها في معناها وفي دلالتها 

السلف :
هم أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية في الحديث الصحيح المتواتر المخرج في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : 
(( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ))

هدول القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول عليه السلام بالخيرية ، فالسلفية تنتمي إلى هذا السلف، والسلفيون ينتمون إلى هؤلاء السلف ، إذا عرفنا معنى السلف والسلفية حينئذٍ أقول أمرين اثنين :

الأمر الأول: أن هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص ، كما هي نِسَب جماعات أخرى موجودة اليوم على الأرض الإسلامية ، هذه ليست نسبة إلى شخص ولا إلى عشرات الأشخاص، بل هذه النسبة هي نسبةٌ إلى العصمة، ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة ، وبخلاف ذلك الخلف ، فالخلف لم يأتِ في الشرع ثناء عليهم بل جاء الذم في جماهيرهم ، وذلك في تمام الحديث السابق حيث قال عليه السلام : (( ثم يأتي من بعدهم أقوامٌ يَشهدون ولا يُستشهدون ... )) إلى آخر الحديث ، كما أشار عليه السلام إلى ذلك في حديث آخر فيه مدحٌ لطائفةٍ من المسلمين وذمٌّ لجماهيرهم بمفهوم الحديث حيث قال عليه السلام : (( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله )) أو (( حتى تقوم الساعة )) ، فهذا الحديث خص المدح في آخر الزمن بطائفة 

والطائفة : هي الجماعة القليلة ، فإنها في اللغة : تطلق على الفرد فما فوق .

فإذًا إذا عرفنا هذا المعنى في السلفية وأنها تنتمي إلى جماعة السلف الصالح وأنهم العصمة فيما إذا تمسك المسلم بما كان عليه هؤلاء السلف الصالح حينئذٍ يأتي

الأمر الثاني: الذي أشرتُ إليه آنفًا ألا وهو :
أن كل مسلم يعرف حينذاك هذه النسبة وإلى ماذا ترمي من العصمة فيستحيل عليه بعد هذا العلم والبيان أن - لا أقول : أن - يتبرأ ، هذا أمرٌ بدهي ، لكني أقول : يستحيل عليه إلا أن يكون سلفيًا ،
لأننا فهمنا أن الانتساب إلى السلفية ، يعني : الانتساب إلى العصمة ،

من أين أخذنا هذه العصمة ؟ 

نحن نأخذها من حديث يستدل به بعض الخلف على خلاف الحق يستدلون به على الاحتجاج بالأخذ بالأكثرية - مما عليه جماهير الخلف - حينما يأتون بقوله عليه السلام : 
(( لا تجتمع أمتي على ضلالة )) 
لا يصح تطبيق هذا الحديث على الخلف اليوم على ما بينهم من خلافات جذرية 

(( لا تجتمع أمتي على ضلالة )) 
لا يمكن تطبيقها على واقع المسلمين اليوم وهذا أمرٌ يعرفه كل دارس لهذا الواقع السيئ
يُضاف إلى ذلك الأحاديث الصحيحة التي جاءت مبينةً لما وقع فيمن قبلنا من اليهود والنصارى وفيما سيقع في المسلمين بعد الرسول عليه السلام من التفرق فقال صلى الله عليه وسلم :
(( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ))
قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : (( هي الجماعة ))

هذه الجماعة : هي جماعة الرسول عليه السلام هي التي يمكن القطع بتطبيق الحديث السابق : 
(( لا تجتمع أمتي على ضلالة ))
أن المقصود بهذا الحديث هم الصحابة الذين حكم الرسول عليه السلام بأنهم هي الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ونحا نحوهم 
وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذرنا ربنا عز وجل في القرآن الكريم من مخالفتهم ومن سلوك سبيل غير سبيلهم في قوله عز وجل :
{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [سورة النساء : 115]

أنا لَفَتّ نظر إخواننا في كثيرٍٍ من المناسبات إلى حكمة عطف ربنا عز وجل قوله في هذه الآية : {ويتبع غير سبيل المؤمنين } على مشاققة الرسول ، ما الحكمة من ذلك ؟ مع أن الآية لو كانت بحذف هذه الجملة ، لو كانت كما يأتي : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا } لكانت كافية في التحذير وتأنيب من يشاقق الرسول صلى الله عليه وسلم ، والحكم عليه بمصيره
السيئ ، لم تكن الآية هكذا ، وإنما أضافت إلى ذلك قوله عز وجل : { ويتبع غير سبيل المؤمنين } هل هذا عبث ؟! حاشا لكلام الله عز وجل من العبث

أي من سلك غير سبيل الصحابة الذين هم العصمة في تعبيرنا السابق وهم الجماعة التي شهد لها الرسول عليه السلام بأنها الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم هؤلاء هم الذين لا يجوز لمن كان يريد أن ينجوى من
عذاب الله يوم القيامة أن يخالف سبيلهم ، ولذلك قال تعالى:
{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} 

إذًا على المسلمين اليوم في آخر الزمان أن يعرفوا أمرين اثنين :

أولاً : من هم المسلمون المذكورين في هذه الآية ؟ 
ثم ما الحكمة من سماع القرآن وأحاديث الرسول عليه السلام منه مباشرةً
ثم لم يكن لهم فضل الاطلاع على تطبيق الرسول عليه السلام لنصوص الكتاب والسنة تطبيقًا عمليًا

ومن الحكمة التي جاء النص عليها في السنة : قوله عليه السلام : ( ليس الخبر كالمعاينة ) ومنه بدأ

ومنه أخذ الشاعر قوله : " وما راءٍ كمن سمع "

فإذًا الذين لم يشهدوا الرسول عليه السلام ليسوا كأصحابه الذين شاهدوا وسمعوا منه الكلام مباشرة ورأوه منه تطبيقًا عمليًا ، اليوم توجد كلمة عصرية نبغ بها بعض الدعاة الإسلاميين وهي كلمة جميلة جدًا ، ولكن أجمل منها أن نجعلها حقيقةً واقعة، يقولون في محاضراتهم وفي مواعظهم وإرشاداتهم أنه يجب أن نجعل الإسلام واقعًا يمشي على الأرض، كلام جميل، لكن إذا لم نفهم الإسلام وعلى ضوء فهم السلف الصالح كما نقول لا يمكننا أن نحقق هذا الكلام الشعر الجميل أن نجعل الإسلام حقيقة واقعية تمشي على الأرض، الذين استطاعوا ذلك هم أصحاب الرسول عليه السلام للسببين المذكورين آنفًا ، سمعوا الكلام منه مباشرةً ، فَوَعَوْهُ خير من وَعِيَ، ثم في أمور هناك تحتاج إلى بيان فعلي ، فرأوا الرسول عليه السلام يبين لهم ذلك فعلاً ، وأنا أضرب لكم مثلاً واضحًا جدًا، هناك آيات في القرآن الكريم ، لا يمكن للمسلم أن
يفهمها إلا إذا كان عارفًا للسنة التي تبين القرآن الكريم ، كما قال عز وجل: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [سورة النحل : 44]

مثلاً قوله تعالى : {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة المائدة : 38]
الآن هاتوا سيبويه هذا الزمان في اللغة العربية فليفسر لنا هذه الآية الكريمة ، {والسارق} من هو ؟ لغةً لا يستطيع أن يحدد السارق ، واليد ما هي ؟ لا يستطيع سيبويه آخر الزمان لا يستطيع أن يعطي الجواب عن هذين السؤالين ، من هو السارق الذي يستحق قطع اليد ؟ وما هي اليد التي ينبغي أن تُقطع بالنسبة لهذا السارق ؟ اللغة : السارق لو سرق بيضة فهو سارق ، واليد في هذه لو قُطِعَتْ هنا أو هنا أو في أي
مكان فهي يدٌ ، لكن الجواب هو حينما ذكر الآية السابقة : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}

الجواب في البيان ، فهناك بيان من الرسول عليه السلام للقرآن ، هذا البيان طَبَّقَهُ عليه السلام فعلاً في خصوص هذه الآية كمثل وفي خصوص الآيات الأخرى ، وما أكثرها ، لأن من قرأ في علم الأصول يقرأ في
علم الأصول أنه هناك عام وخاص ، ومطلق ومقيد ، وناسخ ومنسوخ ، كلمات مجملة يدخل تحتها عشرات النصوص ، إن لم نقل : مئات النصوص ، نصوص عامة أوردتها السنة 
ولا أريد أن أطيل في هذا حتى نستطيع أن نجيب عن بقية الأسئلة.



المصـــــــــدر:



الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه



(كتاب الطهارة)

مسائل المتن والشرح

(1/ 1) الطَّهارة بفتح الطاء لغة: النظافة
اصطلاحا: فِعْلُ ما تُسْتَبَاحُ به الصلاة 
إيضاح: الإنسان إذا أراد الصلاة نَظَرَ:
- فإن كان على ثوبه أو بدنه أو مكان صلاته نجاسةٌ وجب عليه إزالتها لكي تُسْتباحَ له الصلاة –أي تجوز وتُباحُ وتَصِحّ-؛ فإزالة النجاسة (طهارة) لأنها فعلٌ تُستباحُ به الصلاة.
- ثم إن كان مُحْدِثا حدثا أصغر توضأ، أو أكبر اغتسل؛ لكي تستباح له الصلاة؛ ففِعْلُ الوضوء أو الغُسلِ يسمى (طَهارة) لأنه فعل تستباح به الصلاة
- فإن لم يجد ماءً تيمم لكي تستباح له الصلاة؛ فالتيمم يسمى (طهارة) لأنه فعل تستباح به الصلاة (لكن على المذهب فالتراب مبيحٌ لا رافعٌ يعني مبيح للصلاة لا رافعٌ للحدث!)
فائدة: الطُّهارة بضم الطاء اسم لبقية الماء في الإناء بعد الطهارة
فإن توضأ من نحو بئر فلا يطلق على الماء الباقي في البئر طُهارة 
تنبيه: ذَكَرَ بعضهم أن الطِّهارة بكسر الطاء اسم لما يضاف للماء من سِدْرٍ ونحوه قياسا على الغسل، ورده الشيخ الطوخي بأنه غير موجود في كتب الفقهاء المتداولة ولا في كتب اللغةِ، والقياسُ لا يصح هنا لأن اللغة لا يدخلها القياس.
يتبع باذن الله
منقول من شبكة الامام الاجري

الورقات في أصول الفقه للإمام الجويني




الورقات في أصول الفقه 
للإمام الجويني
بِسمِ اللَّه الرَّحمَنِ الرَّحِيم
أَما بَعْدُ فَهَذِهِ وَرَقَات تَشْتَمِلُ عَلَى مَعْرِفَةِ فُصُولٍ مَنْ أُصُولِ الْفِقْهِ ، وَذَلِكَ مُؤَلَّف مِنْ جُزْءَيْنِ مُفْرَدَيْنِ ، فالأَصْلُ : ما يُبْنَى عَلَيْهِ غَيْرُهُ ، وَالْفَرْعُ : مَا يُبْنَى عَلَى غَيْرِهِ ، وَالْفِقْهُ : مَعْرِفَةُ الأحكَامِ الشّرْعِيَّةِ الَّتِي طَرِيقُهَا الاجْتِهَادُ .
وَالأحْكَامُ سَبْعَة : الْوَاجِبُ ، وَالمَنْدُوبُ ، والْمُبَاحُ ، والْمَحْظُورُ ، وَالمَكْرُوهُ ، وَالصَّحِيحُ ، وَالْفَاسِدُ .
فَالْوَاجِبُ : مَا يُثَابُ عَلَى فِعْلِهِ ، وَيُعَاقَبُ عَلَى تَرْكِهِ .
وَالْمَنْدُوبُ : مَا يُثَاب عَلَى فِعْلِهِ ، وَلا يُعَاقَبُ عَلَى تَرْكِهِ .
وَالْمَحْظُورُ : مَا يُثَابُ عَلَى تَرْكِهِ وَيُعَاقَبُ عَلَى فِعْلِهِ .
وَالْمُباحُ : مَا لا يُثَابُ عَلَى فِعْلِهِ ، وَلا يُعَاقَبُ عَلَى تَرْكِهِ .
وَالْمَكْرُوهُ : مَا يُثَابُ عَلَى تَرْكِهِ ، وَلا يُعَاقَبُ عَلَى فِعْلِهِ .
وَالصَحِيحُ : مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ النُّفُوذُ وَيُعْتَدُّ بِهِ .
وَالْبَاطِلُ : مَا لا يَتَعَلَّقُ بِهِ النُّفُوذُ وَلا يُعْتَدُّ بِهِ .
وَالْفِقْهُ : أَخَصُّ مِنَ العِلْمِ ، وَالْعِلْمُ : مَعْرِفَةُ الْمَعْلُومِ عَلَى مَا هُوَ بِهِ في الْوَاقِعِ .
وَالْجَهْلُ : تَصَوُّرُ الشَّيْءِ عَلَى خِلافِ مَا هُوَ فِي الْوَاقِعِ .
وَالْعِلْمُ الضَّرُورِيُّ : مَا لا يَقَعُ عَنْ نَظَرٍ وَاسْتِدْلال .
وَأَمَّا الْعِلْمُ الْمُكْتَسَبُ : فَهُو الْمَوْقُوفُ عَلَى النَّظَرِ وَالاسْتِدْلالِ .
وَالنَّظَرُ : هُوَ الْفِكْرُ فِي الْمَنْظُورِ فِيهِ .
وَالاسْتِدْلالُ : طَلَبُ الدَلِيلِ .
وَالدَّلِيلُ : هُوَ الْمُرْشِدُ إِلَى الْمَطْلُوبِ .
وَالظَّنُّ : تَجْوِيزُ أَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَا أَظْهَرُ مِنَ الآخَرِ .
وَالشَّكُّ : تَجْوِيزُ أَمْرَيْنِ لا مَزِيَّةَ لأحًدِهِمَا عَلَى الآخَرِ .
......يتبع باذن الله

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

كيف أ قرأ الفقه؟


تبتدئ بعمدة الفقه لا بن قدامة رحمه الله ومن لم يكن في هذه البلاد يبتدئ بأي متن من المتون الفقهية من أي مذهب لكن مذهب الحنابلةهو أقل المذاهب مخالفة أو أقل المذاهب مسائل مرجوحة فإنّ المسائل المرجوحة مثلا في زاد المستقنع قليلة وأكثره راجح المقصود تأخذ متن مثل عمدة الفقه تأخذه وتضبط مسائل كل باب مثلا تمر على باب المياه فتمر عليه مرة سريعة فتعرف تقسيمه في الباب، وشبدأ؟ وش انتهى؟ ما مسائله؟ ثم بعد ذلك تبدأ على معلم هذا لابد منه إذا لم يتيسرتقرأه على نفسك أو تقول والله إنّي رجل تقدمت بي الأمور يشار إليّ بالبنان مدرس صعب عليّ أن أحضر على شيخ أونحو ذلك، بل تقرأ وتسأل عما أشكل عليك.
كيف يقرأ الفقه؟هذا سؤال مهم كثيرون يقرؤون الفقه ولا يعرفون كيف يقرأون، الفقه ليس كالتوحيد فالتوحيد تصور مسائله سهل مسائل الصفات فيها إثبات فيها تأويل تأولوا العلو إلى كذاإلى علو القدر علو القهر تأولوا الاستواء إلى كذا تصورها واضح لكن الفقه تصوره ليس بالواضح فهم صور المسائل لئلا تشتبه بمسائل أخر سيحتاج منك درس الفقه إلى أناة،أولا: تتعامل مع هذا المختصر بالسؤال والجواب كيف؟ تقول مثلا المياه ثلاثة أقسام تأتي تخاطب الشرح كم أقسام المياه تقول: أقسام المياه ثلاثة الأول: هو الطهور، ماتعريفه؟ يأتي تلاحظ أنك في هذه الأسئلة إذا مرنت يكون الجواب بعد سؤاله ما تعريفه هو الماء الباقي على أصل خلقته أو كما يقول غيره هو الطاهر في نفسه المطهر لغيره،إذًا سألت وهو أجاب تعاملت مع كتاب الفقه كأنه معلم تسأل أنت وهو يجيب إذا أتى احتراز أو شرط تسأل بالأسئلة المناسبة تقول مثلا إذا قال الماء الباقي على أصل خلقته تسأل تقول مطلقا وهو يجيبك يذكر لك الحالات هل خالطه ممازج أم غير ممازج ...الخ تبدأ أنت تسأل وتقسم والعلم في الفقه إنما هو بشيئين هما أولا: 
بالتصور
ثانيا: بالتقاسيم أنفع شيء لك في الفقه التقسيم 
تقول هذه تنقسم إلى كذا وكذاالأشياء العارضة على الماء الباقية على أصل خلقتها قسمين ممازجة وغير ممازجة، طيب،مَثِّل للممازجة وغير الممازجة؟ كذا وكذا الشارح يمثل لك ابن قدامة في العمدة، لاتهتم في درس الفقه بالراجح بالدليل لا 
لأنه ما يراد منك أن تكون مفتيا أنت الآن متعلم يراد من درسك الفقه أن تتصور المسائل الفقهية وتفهم تعبير أهل العلم في الفقه مثلا: مختصر الزاد، الزاد تعرفونه صغير إنّه يحوي ثلاثين ألف مسألة كيف كل واحدةنعرفها بدليلها والراجح والمرجوح منها، نكون أمضينا وما فهمنا الزاد 
ولذلك الآن قليل من شرح الزاد من العلماء لأن الطريقة التي يستعملها العلماء سابقا في الشرح والتي نفعت الطلاب وأخرجتهم أهل علم ليست هي الموجودة الآن تفصيلات وتعليلات يطول الكلام في مسألة واحدة ولا يراد من طالب العلم أن يتصور في المسألة كل ما قيل عنهاإنّما تتصور المسألة وحكمها بناء على هذا المذهب
إذا انتهيت من القسم الأول من أقسام المياه تغلق الكتاب وبنفس الطريقة تأتي تعيد هذا القسم وتشرحه تلاحظ إذا كان فهمك مشرقا تلحظ من نفسك وإذا كان فهمك مغربا فتلحظ من نفسك وشتان بين مشرق ومغرب.
سارت مشرقة وسرت مغربا
شتان بين مشرق ومغرب
تعيد تسأل أهل العلم المعلم الذي يعلمك في المسائل التي يعلم أن الفتوى بخلاف ما ذكر في هذا المتن المعلم الرباني يذكرك بها يقول: هذا والفتوى على خلافه، القول الراجح هو كذا ليسا لقول الراجح في كلّ مسألة بما يترجح للمعلم، لا يكون القول الرّاجح بما عليه المفتون الذين يفتون من أهل العلم الكبار
يربطك بين كتاب الفقه وبين الفتوى يجعل فيه الصّلة بينك وبين هذا وهذا كان أهل العلم عندنا يذكرون في تدريس الزاد الأشياءالتالية يذكرون.
أولا: صورة المسألة حكمها، بناء على ما ذكره صاحب الكتاب.
هل لشيخ الإسلام ابن تيمية أو تلميذه ابن القيم أو أحد من أئمة الدعوة هل لهم اختيار مخالف لأنهم نخلوا المذهب فالمسائل المرجوحة بينوها
نقول مثلا في المياه ثلاثةأقسام يقول لك المعلم واختار الشيخ تقي الدين شيخ الإسلام أنّ المياه قسمان، لاتحتاج تفصيل في كل مسألة ولا تعليق المعلم يحتاج إلى معرفة ما عليه الفتوى فيقول لك يفتي الشيخ الفلاني مثلا يفتي سماحة الشيخ عبد العزيز حفظه الله في المسألة بكذايربطك هذا الذي تحتاجه أما نأتي عند مسألة نقول دليلها كذا واستدلوا لها بكذا وهذاالدليل أخرجه فلان وفلان وفيه الراوي الفلاني فيه علة ولا يصح الاستدلال والقول مرجوح والصواب قول الشعبي وإسحاق والشافعي،
هذا في المسائل ما يحتاج لكن طالب العلم الذي يعرف هذه المسائل ويتحملها يقرأها في الكتب المطولة ليس كل كتاب قرأت منه أوحضرت آتي وأعطيك المعلومات فمعناه أنّي أستعرض ما قرأت هذه ليست طريقة أهل العلم إنما طريقة أهل العلم أن يعطيك ما ينفعك هكذا في سائر أبواب الفقه كل باب تمر عليه بهذه الطريقة إذا ضبطت المسائل بتصورات تأتي أنت مع مرور الزمن تكون القاعدة قدبنيت المسألة هذه مرجوحة راجحة دليلها القول المخالف تنبني معك مع الزمن يأتي كل ركن في مكانه الصحيح تنبني يبدأ البنيان معك يرتفع يرتفع وتتصور المسائل في البدايةيكون عشرة في المائة فأهمها فأهم أدلتها 
تصورت المسائل بعد سنة تلاحظ أنها خمسة عشرفي المائة بعد سنتين تكون عشرين وهكذا مع الزمن أما الطريقة الموجودة اليوم يأتي طالب العلم عنده في مسألة تفصيل ساعة تسأله في مسائل أخرى في الفقه ما عنده علم بها.هذا خلل في طلب العلم شمولية ثم بعد ذلك تبدأ تنمي حتى يكبر.
من محاضرة المنهجية في طلب العلم لصالح آل الشيخ

الاثنين، 18 ديسمبر 2017

سلسلة من كتاب دليل أرباب الفلاح لتحقيق فن الإصطلاح للشيخ حافظ الحكمي -رحمه الله(1)



بسم الله الرحمن الرحيم 

سلسة: (1)
#كتاب: #دليل_أرباب_ الفلاح_لتحقيق_فن_الإصطلاح
للشيخ حافظ الحكمي -رحمه الله-

▪️أولاً: ترجمة الشيخ حافظ الحكمي
101- الشيخ حافظ الحكمي ت ( 1377)
هو العلامة الفذ المحدث حافظ بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي الحكمي، نسبة إلى الحكم ابن سعد العشيرة من مذحج أشهر، وأعظم قبيلة من شعب كهلان بن سبأ بن يعرب بن قحطان ولد سنة ( 1342)هـ.
#أوصافه:
هو مربوع القامة، أسمر اللون، خفيف اللحية، قوي البنية، نشيطاً صحيحاً في بدنه، مرحاً مع زملائه كان يداعبهم ويغلبهم.
وكان آمراً بالمعروف، وناهياً عن المنكر، كان مساعداً للشيخ عبدالله، ومسانداً له في دعوته، ويتجول على مدارس الشيخ على حمار اشتراها لهذا الشأن، وكان حافظ مع الشيخ عبدالله بمنـزلة الروح من الجسد لا يخالف له أمراً - رحمه الله -.

#طلبه_للعلم:
يتميز الشيخ حافظ من صغره بالذكاء الحاد، والحافظة القوية، ابتدأ الدراسة على الشيخ القرعاوي في عام (1359)هـ، وكانت دراسته متقطعة لاشتغاله برعيه الغنم لوالديه.
ولقد أملى الشيخ عبد الله القرعاوي على تلاميذه، ومنهم تلميذه حافظ بن أحمد الحكمي تحفة الأطفال، فحفظها الشيخ في نفس المجلس، فتعجب من ذلك زملاؤه.

ثم من أول عام (1360)هـ تفرغ لطلب العلم والجد فيه.
فمن عجائب ذكائه، وقوة حافظته وفهمه، أن شيخه القرعاوي كان يلقي عليه وعلى زملائه الدرس، فإذا انتهى الشيخ من الدرس أمر حافظا بإعادته على زملائه، فيعيده كما يلقيه الشيخ حرفا بحرف، وذلك لما أعطاه الله من الذكاء الوقاد والرغبة في تحصيل العلم.

ولما دخل شهر رمضان من ذلك العام، كان يقرأ كل ليلة من بعد صلاة الظهر جزءاً من القرآن، ثم يصلي به صلاة التراويح حفظا بجماعة مسجد الأشراف، وهو المسجد الذي كان يصلي فيه طلبة العلم.

واستمر في طلب العلم ليلا ونهارا حتى عام(1362)هـ.

وقد تفوق في طلب العلم في كثير من الفنون، ولا يصدق ذلك إلا من زامله بالمدرسة، فقد كان آية في الحفظ والذكاء.
وفي هذا العام كلفه الشيخ بتأليف نبذة في علم التوحيد.
فكتب حسب طلب شيخه منظومة في علم التوحيد، وكانت سبباً في معرفة علماء نجد وغيرهم به، وهي ( سلم الوصول )

وهكذا استمر في طلبه للعلم، والتدريس معاً، ولم يدرس العلم على أحد سوى الشيخ عبد الله بصامطة، إلا أنه لما طلبه الشيخ عبد الله إلى مكة، وزوجه ابنته عام (1367)هـ كان يقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي بالحرم مدة إقامته بمكة - رحمهم الله -.

قلت: ومن شيوخه أيضا محمد عبد الرزاق حمزة، درس عليه الشيخ حافظ فترات متقطعة أكثرها بعد الحج، وفي أول عام ( 1367) هـ بقي الشيخ حافظ في مكة أكثر من أربعة أشهر، وكان له درسان على الشيخ محمد عبد الرزاق، أولهما وقت الضحى إلى صلاة الظهر، وفي هذه الفترة تكون القراءة في الأمهات الست يقرأ أحد الطلاب والشيخ يشرح لهم، والفترة الثانية وهي خاصة بالشيخ حافظ - رحمه الله - حيث يدرس على الشيخ محمد عبد الرزاق في علوم اللغة وخاصة البلاغة.

وقد استمر في الدراسة على شيخه محمد عبد الرزاق كلما تيسر له ذلك.

ودرس الشيخ حافظ أيضا على عبد الرحمن المعلمي في مكة، خاصة في علوم الحديث، وكان يزوره في المكتبة، وقد أعجب الشيخ حافظ بالمعلمي، وأعجب هو بالشيخ حافظ، وكان صديقاً له يدفع إليه من مؤلفاته المخطوطة ما لا يدفعه إلى غيره.

حدثني☄(1) الشيخ محمد الحكمي أنه أدى العمرة مع أخيه الشيخ حافظ، والشيخ عبد الله القرعاوي عام ( 1376) هـ تقريبا، وبعد أداء مناسك العمرة، قال الشيخ حافظ لأخيه محمد: تعال أدلك على رجل يعد من بقية علماء الحديث في العصر الحاضر، فدله على الشيخ المعلمي، ووجد عنده دفتراً صغيراًً قد كتب فيه فوائد في علوم الحديث، فطلبه الشيخ حافظ من شيخه، فدفعه إليه، وقال: لو طلبه غيرك ما أعطيته.

ورجع به إلى مقر سكنه في مكة مع شيخه عبد الله القرعاوي فأخذه الشيخ عبد الله وقرأه وهو واقف حتى أتمه.

وقد اطلع الشيخ المعلمي على كثير من كتب الشيخ حافظ، وأشرف على تصحيح كتابه (دليل أرباح الفلاح)، وكتب له مقدمة جيدة.


#يتبع_الترجمة
_______________________
☄(1) القائل حدثني هو الشيخ أحمد علوش. 
_______________________
مصدر هذه الترجمة:
تذكير النابهين بسير أسلافهم حفاظ الحديث السابقين واللاحقين/للشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-
..
منقول




مشاركة مميزة

حسن الظن بالله تعالى وقصة عجيبة لرجل شفاه الله تعالى من مرض السرطان

قال الشيخ #عبد_الرزاق_البدر - حفظه الله: ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )، ونبينا عليه الصلاة والسلام إذا جيء له بمريض قال: ( اللهم رب ...