قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (تحت رقم 4983): كَانَ نُزُولُهُ-أي: القرآن- عَلَى أَنْحَاءٍ شَتَّى: تَارَةً يَتَتَابَعُ ،وَتَارَةً يَتَرَاخَى.
وَفِي إِنْزَالِهِ مُفَرَّقًا وُجُوهٌ مِنَ الْحِكْمَةِ :
مِنْهَا :تَسْهِيلُ حِفْظِهِ لِأَنَّهُ لَوْ نَزَلَ جُمْلَةً وَاحِدَةً عَلَى أُمَّةٍ أُمِّيَّةٍ لَا يَقْرَأُ غَالِبُهُمْ وَلَا يَكْتُبُ لَشَقَّ عَلَيْهِمْ حِفْظُهُ وَأَشَارَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ رَدًّا عَلَى الْكُفَّارِ: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِك﴾ أَي: أَنزَلْنَاهُ مفرَّقًا ﴿لنثبِّت بِهِ فُؤَادك﴾، وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى:﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ﴾.
وَمِنْهَا: مَا يَسْتَلْزِمُهُ مِنَ الشَّرَفِ لَهُ وَالْعِنَايَةِ بِهِ لِكَثْرَةِ تَرَدُّدِ رَسُولِ رَبِّهِ إِلَيْهِ يُعْلِمُهُ بِأَحْكَامِ مَا يَقَعُ لَهُ وَأَجْوِبَةِ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ مِنَ الْأَحْكَامِ وَالْحَوَادِثِ .
وَمِنْهَا :أَنَّهُ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَنَاسَبَ أَنْ يَنْزِلَ مُفَرَّقًا إِذْ لَوْ نَزَلَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لَشَقَّ بَيَانُهَا عَادَةً .
وَمِنْهَا :أَنَّ اللَّهَ قَدَّرَ أَنْ يَنْسَخَ مِنْ أَحْكَامِهِ مَا شَاءَ فَكَانَ إِنْزَالُهُ مُفَرَّقًا لِيَنْفَصِلَ النَّاسِخُ مِنَ الْمَنْسُوخِ أَوْلَى مِنْ إِنْزَالِهِمَا مَعًا .اهـ كلامه رحمه الله.
للشيخة:
●•أم عبدالله بنت الشيخ مقبل الوادعي•●
•● حفظها الله تعالى ●•
@alwad3ya
-----------------------------
طَالِـبَـاتُ عِـلْـمٍ عَــلَــى دَرْبِ الإِسْتِــقَامَـةღ
صَفْحَةٌ تَهْتَمُ بِكُّلِ مَا يَخُصُّ طالبة_علم سلفية مبتدئة انشرن العلم فإن نشره من أعظم القربات قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: «لاأعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم» تهذيب الكمال (16/20).