✿مدّونة دروب الإستقامـة ✿ترحب بكم ✿حيّاكم الله✿

السبت، 11 مارس 2017

📍الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي

 

📍اسمه ونسبه:
هو الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي بن محمد عمير المدخلي. من قبيلة المداخلة المشهورة في منطقة جازان بجنوب المملكة العربية السعودية ، وهي من إحدى قبائل بني شبيل و شبيل هو ابن يشجب ابن قحطان.
📌مولده:
ولد بقرية الجرادية وهي قرية صغيرة غربي مدينة صامطة بقرابة ثلاثة كيلومترات وقد اتصلت بها الآن ، وكان مولده عام 1351 هـ في آخره وقد توفي والده بعد ولادته بسنة ونصف تقريباً فنشأ وترعرع في حجر أمه ، رحمها الله تعالى فأشرفت عليه وقامت بتربيته خير قيام ، وعلمته الأخلاق الحميدة من الصدق والأمانة وحثه على الصلاة و تتعاهده عليها ، مع إشراف عمه عليه .
📒نشأته العلمية:
لما وصل الشيخ إلى سن الثامنة التحق بحلق التعليم في القرية وتعلم الخط والقراءة وممن تعلم عليه الخط الشيخ شيبان العريشي وكذلك القاضي أحمد بن محمد جابر المدخلي ، وعلى يد شخص ثالث يدعى محمد بن حسين مكي من مدينة صبياء . وقرأ القرآن على الشيخ محمد بن محمد جابر المدخلي كما قرأ عليه التوحيد والتجويد وقرأ بالمدرسة السلفية بمدينة صامطه بعد ذلك .
وممن قرأ عليهم بها : الشيخ العالم الفقيه : ناصر خلوفة طياش مباركي ـ رحمه الله ـ عالم مشهور من كبار طلبة الشيخ القرعاوي ـ رحمه الله ـ ودرس عليه بلوغ المرام ونزهة النظر للحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ .
ثم التحق بعد ذلك بالمعهد العلمي بصامطة ودرس به على عدد من المشايخ الأجلاء ومن أشهرهم على الإطلاق الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي العلامة المشهور رحمه الله تعالى ، وعلى أخيه صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن أحمد الحكمي ، وكما درس به أيضاً على يد الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي _رحمه الله _ ودرس فيه أيضاً على الشيخ العلامة الدكتور محمد أمان بن علي الجامي ـ رحمه الله ـ في العقيدة.
وكذلك درس أيضاً على الشيخ الفقيه محمد صغير خميسي في الفقة _ زاد المستقنع _ ، وغيرهم كثير ممن درس عليهم الشيخ في العربية والأدب والبلاغة والعروض ، وفي عام 1380 هـ وفي نهايته بالتحديد تخرج من المعهد العلمي بمدينة صامطة وفي مطلع العام 1381 هـ التحق بكلية الشريعة بالرياض واستمر بها مدة شهر أو شهر ونصف أو شهرين ، ثم فتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، فانتقل إلى المدينة والتحق بالجامعة الإسلامية بكلية الشريعة ودرس بها مدة أربع سنوات وتخرج منها عام 1384هـ بتقدير ممتاز .
وممن درس عليهم الشيخ بالجامعة الإسلامية:
· سماحة الشيخ العلامة المفتي العام للملكة العربية السعودية : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ وكانت دراسته عليه العقيدة الطحاوية .
· صاحب الفضيلة العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني _ رحمه الله _ في الحديث والأسانيد.
· صاحب الفضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد ودرس عليه الفقه ثلاث سنوات في بداية المجتهد.
· صاحب الفضيلة الشيخ العلامة الحافظ المفسر المحدث الأصولي النحوي اللغوي الفقيه البارع محمد الأمين الشنقيطي _ صاحب أضواء البيان _ درس عليه في التفسير وأصول الفقه مدة أربع سنوات .
· الشيخ صالح العراقي في العقيدة .
· الشيخ المحدث عبد الغفار حسن الهندي في علم الحديث والمصطلح.
وبعد تخرجه عمل مدرساً بالمعهد بالجامعة الإسلامية مدةً ، ثم التحق بعد ذلك بالدراسات العليا وواصل دراسته وحصل على درجة ” الماجستير ” في الحديث من جامعة الملك عبدالعزبز فرع مكة عام 1397 هـ برسالته المشهورة ” بين الإمامين مسلم والدار قطني “، وفي عام 1400 هـ حصل على الدكتوراه من جامعة الملك عبدالعزيز أيضاً بتقدير ممتاز بتحقيقه لكتاب ” النكت على كتاب ابن الصلاح ” للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ثم عاد بعد ذلك للجامعة يعمل بها مدرساً بكلية الحديث الشريف ، يدرِّس الحديث وعلومه بأنواعها وترأس قسم السنة بالدراسات العليا مرارا وهو الآن برتبة ” أستاذ كرسي ” متعه الله بالصحة والعافية في حسن العمل.
💡صفاته وأخلاقه:
يمتاز الشيخ حفظه الله تعالى بالتواضع الجم مع إخوانه وطلابه وقاصديه وزواره وهو متواضع في مسكنه وملبسه ومركبه ، لا يحب الترفه في ذلك كله ، وهو أيضاً دائم البِشر ، طلق المحيا ، لا يمل جليسه من حديثه ، مجالسه عامرة بقراءة الحديث والسنة ، والتحذير من البدع وأهلها كثيراً ، حتى يخيل لمن يراه ولم يعرفه ويخالطه أنه لاشغل له إلا هذا ، يحب طلبة العلم السلفيين ويكرمهم ويحسن إليهم ويسعى في قضاء حوائجهم بقدر ما يستطيع بنفسه وماله ، وبيته مفتوح لطلبة العلم دائماً حتى إنه لايكاد في يوم من الأيام يتناول فطوره أو غداءه أو عشاءه بمفرده ويتفقد طلبته ويواسيهم . وهو من الدعاة الغيورين على الكتاب والسنة وعقيدة السلف يمتلئ غيرة وحرقة على السنة والعقيدة السلفية قل نظيره في هذا العصر وهو من المدافعين في زماننا هذا عن نهج السلف الصالح ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً من غير أن تأخذه في الله لومة لائم .
📍مؤلفاته:
هي كثيرة ولله الحمد وقد طرق الشيخ _ حفظه الله _ أبواباً طالما دعت إليها الحاجة خصوصاً في الرد على أهل البدع والأهواء في هذا الزمان الذي كثر فيه المفسدون وقل فيه المصلحون ، ومن مؤلفاته:
1. بين الإمامين مسلم والدار قطني ” مجلد كبير وهو رسالة الماجستير.
2. النكت على كتاب ابن الصلاح ” مطبوع في جزئين وهو رسالة الدكتوراه .
3. تحقيق كتاب المدخل إلى الصحيح ” للحاكم طبع الجزء الأول منه.
4. تحقيق كتاب التوسل والوسيلة ” للإمام ابن تيمية – مجلد.
5. منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل .
6. منهج أهل السنة في نقد الرجال و الكتب و الطوائف .
7. “تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بين واقع المحدثين ومغالطات المتعصبين ” رد على عبد الفتاح أبو غدة ومحمد عوامه.
8. كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها.
9. صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة بغير المسلمين.
10. مكانة أهل الحديث .
11. منهج الإمام مسلم في ترتيب صحيحه .
12. أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية ـ حوار مع سلمـــان العودة ـ .
13. مذكرة في الحديث النبوي .
14. أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره.
15. مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
16. العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم .
17. ” الحد الفاصل بين الحق والباطل ” حوار مع بكر أبو زيد .
18. مجازفات الحداد .
19. المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء .
20. ” جماعة واحدة لا جماعات و صراط واحد لا عشرات ” حوار مع عبد الرحمن عبد الخالق .
21. النصر العزيز على الرد الوجيز .
22. التعصب الذميم وآثاره . عني به سالم العجمي .
23. بيان فساد المعيار ، حوار مع حزبي متستر .
24. التنكيل بما في توضيح المليباري من الأباطيل .
25. دحض أباطيل موسى الدويش .
26. إزهاق أباطيل عبداللطيف باشميل .
27. انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية .
28. النصيحة هي المسؤولية المشتركة في العمل الدعوي . ( طبع ضمن مجلة التوعية الإسلامية ) .
29. الكتاب والسنة أثرهما ومكانتهما والضرورة إليهما في إقامة التعليم في مدارسنا. (ضمن مجلة الجامعة الإسلامية العدد السادس عشر).
30. حكم الإسلام في من سبَّ رسول الله أو طعن في شمول رسالته . (مقال نشر في جريدة القبس الكويتية) العدد ( 8576 ) بتاريخ ( 9/5/ 1997 ).
وللشيخ كتب أخرى سوى ما ذكر هنا نسأل الله تعالى أن يعينه على إتمام مسيرة الخير وأن يوفقه لما يحبه و يرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
تزكية كبار العلماء للشيخ ربيع حفظه الله:
تزكية الإمام ابن باز -رحمه الله-
وإخواننا المشايخ المعروفون في المدينة ليس عندنا فيهم شك هم أهل العقيدة الطيبة
ومن أهل السنة والجماعة مثل الشيخ محمد أمان بن علي، ومثل الشيخ ربيع بن هادي، أو مثل الشيخ صالح ابن سعد السحيمي، ومثل الشيخ محمد بن هادي، كلهم معروفون لدينا بالاستقامة والعلم والعقيدة الطيبة …
تزكية الإمام ابن عثيمين -رحمه الله-
أما بالنسبة للشيخ ربيع فأنا لا أعلم عنه إلا خيراً والرجل صاحب سنة وصاحب حديث
وقال في تزكية أخرى:
الظاهر أن هذا السؤال لا حاجة إليه، وكما سئل الإمام أحمد عن إسحاق بن راهويه -رحمهم الله جميعاً- فقال: مثلي يسأل عن إسحاق ! بل إسحاق يسأل عني، وأنا تكلمت في أول كلامي عن الذي أعلمه عن الشيخ ربيع -وفقه الله-، ومازال ما ذكرته في نفسي حتى الآن، ومجيئه إلى هنا وكلمته التي بلغني عنها ما بلغني لاشك أنه مما يزيد الإنسان محبة له ودعاء له.
تزكية الإمام الألباني -رحمه الله-
نحن بلا شك نحمد الله -عز وجل- أن سخر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون بالفرض الكفائي الذي قل من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، فالحط على هذين الشيخين الشيخ ربيع والشيخ مقبل الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين : إما من جاهل أو صاحب هوى.
📍المصدر: منتديات نور الإسلام الأثرية

Share

📍الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ


📌نسبه:
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ.
📍نشأته :
ولد في الرياض عام 1362هـ، وكان منذ ولادته يعاني من ضعف البصر, حتى فقده عام 1381هـ.
📒طلبه للعلم :
بدأ طلب العلم في دراسة القرآن الكريم في مسجد أحمد بن سنان, فحفظ القرآن وسنه اثنتا عشرة سنة, ثم طلب العلم على بعض العلماء في الحلق، وفي عام 1375هـ التحق في معهد إمام الدعوة، وتخرج من كلية الشريعة عام 1383هـ/ 1384هـ وكان يحضر بعض حلقات العلماء في المساجد.
📎الأعمال :
بدأ حياته العملية بعد تخرجه من كلية الشريعة عام 1384هـ، حيث عمل مدرسا في معهد إمام الدعوة العلمي إلى عام 1392هـ، حيث انتقل للتدريس في كلية الشريعة في الرياض، واستمر فيها حتى عام 1412هـ، حيث نقل عضوا للجنة الدائمة للإفتاء، وفي عام 1416هـ عين نائبا لمفتي عام المملكة، وسبق أن عين عضوا في مجلس هيئة كبار العلماء 1407هـ، وهو الآن المفتي العام للملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة .
📍جهوده بجانب عمله :
تولى إمامة الجمعة في مسجد الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف من 1395هـ، ثم انتقل إلى إمامة جامع الإمام تركي بن عبد الله عام 1412هـ، وقد تولى الخطابة في مسجد نمرة يوم عرفة من عام 1402هـ. وكان من وقت عمله في كلية الشريعة يشرف على بعض الرسائل الجامعية، ويشارك في المناقشة، ويشارك في الفتوى في برنامج (نور على الدرب) من عام 1412هـ، وكان يعقد بعض الحلقات في جامع الإمام تركي بالرياض, ويشارك في بعض الندوات والمحاضرات بجانب العمل في الدعوة في الرياض والطائف.
✏موقع الشيخ حفظه الله

Share

👈هل المؤمن يمرض نفسيّاً ❓❓





🔹سئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله:

❓ هل المؤمن يمرض نفسيّاً ؟ وما هو علاجه في الشرع ؟ علماً بأن الطب الحديث يعالج هذه الأمراض بالأدوية العصرية فقط .
➰➰➰➰➰➰➰
👈فأجاب :
📍لاشك أن الإنسان يصاب بالأمراض النفسية : بالهم للمستقبل والحزن على الماضي ، وتفعل الأمراض النفسية بالبدن أكثر مما تفعله الحسية البدنية ، ودواء هذه الأمراض بالأمور الشرعية - أي : الرقية – أنجح من علاجها بالأدوية الحسية كما هو معروف .
📌ومن أدويتها : الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه : " أنه ما من مؤمن يصيبه همٌّ أو غمٌّ أو حزن فيقول : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمَتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي : إلا فرَّج الله عنه " ، فهذا من الأدوية الشرعية .
وكذلك أيضاً أن يقول الإنسان " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "
ومن أراد مزيداً من ذلك : فليرجع إلى ما كتبه العلماء في باب الأذكار كـ " الوابل الصيِّب " لابن القيم ، و " الكلِم الطيب " لشيخ الإسلام ابن تيمية ، و " الأذكار " للنووي ، و " زاد المعاد " لابن القيم .

📎لكن لمَّا ضعف الإيمان : ضعف قبول النفس للأدوية الشرعية ، وصار الناس الآن يعتمدون على الأدوية الحسية أكثر من اعتمادهم على الأدوية الشرعية ، أو لما كان الإيمان قويّاً : كانت الأدوية الشرعية مؤثرة تماماً ، بل إن تأثيرها أسرع من الأدوية الحسية ، ولا تخفى علينا جميعاً قصة الرجل الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سريَّة فنـزل على قوم من العرب ، ولكن هؤلاء القوم الذين نزلوا بهم لم يضيفوهم ، فشاء الله – عز وجل – أن لُدغ سيدهم لدغة حية ، فقال بعضهم لبعض : اذهبوا إلى هؤلاء القوم الذين نزلوا لعلكم تجدون عندهم راقياً ، فقال الصحابة لهم : لا نرقي على سيدكم إلا إذا أعطيتمونا كذا وكذا من الغنم ، فقالوا : لا بأس ، فذهب أحد الصحابة يقرأ على هذا الذي لُدغ ، فقرأ سورة الفاتحة فقط ، فقام هذا اللديغ كأنما نشط عن عقال .
وهكذا أثَّرت قراءة الفاتحة على هذا الرجل لأنها صدرت من قلب مملوء إيماناً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن رجعوا إليه : " وما يدريك أنها رقية ؟ " .
لكن في زماننا هذا ضعف الدين والإيمان ، وصار الناس يعتمدون على الأمور الحسية الظاهرة ، وابتلوا فيها في الواقع .
ولكن في مقابل هؤلاء القوم أهل شعوذة ولعب بعقول الناس ومقدراتهم وأقوالهم يزعمون أنهم قراء بررة ، ولكنهم أكلة مال بالباطل ، والناس بين طرفي نقيض : منهم من تطرف ولم ير للقراءة أثراً إطلاقاً ، ومنهم من تطرف ولعب بعقول الناس بالقراءات الكاذبة الخادعة ، ومنهم الوسط .
➰➰➰➰➰➰➰  
📍" فتاوى إسلامية 4 / 465 ، 466 )

Share

الجمعة، 10 مارس 2017

📌[ سلسلة صفة صلاة النبي ﷺ باختصار ] 📓



📌[ سلسلة صفة صلاة النبي ﷺ باختصار ] 📓①
📍 للإمام الشيخ / عبد العزيز بن باز
            - رحمه الله تعالى -
               العدد [   ١   ]
 

===================
        📍بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

   📕 [  كيفية صلاة النبي ﷺ  ]


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه .

أما بعد : فهذه كلمات موجزة في بيان صفة صلاة النبي ﷺ ،
أردت تقديمها إلى كل مسلم ومسلمة ،


 ليجتهد كل من يطلع عليها في التأسي به ﷺ في ذلك ،


 لقوله ﷺ :« صلوا كما رأيتموني أصلي » رواه البخاري .

وإلى القارئ بيان ذلك :

١ - يسبغ الوضوء ، وهو أن يتوضأ كما أمره الله ،

عملاً بقوله سبحانه وتعالى :

 ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾

وقول النبي ﷺ :« لا تقبل صلاة بغير طهور »

 وقوله ﷺ للذي أساء صلاته :« إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء » .

٢ - يتوجه المصلي إلى القبلة وهي :

 الكعبة أينما كان ، بجميع بدنه ، قاصدًا بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافلة ،

 ولا ينطق بلسانه بالنية ،
لأن النطق باللسان غير مشروع ،

 لكون النبي ﷺ لم ينطق بالنية ،
: ولا أصحابه رضي الله عنهم ،

 ويجعل له سترة يصلي إليها إن كان إمامًا أو منفردًا ، واستقبال القبلة شرط في الصلاة ،

 إلاَّ في مسائل مستثناة معلومة ، موضحة في كتب أهل العلم .

٣ - يكبر تكبيرة الإحرام قائلا ً: الله أكبر ، ناظرًا ببصره إلى محل سجوده .

٤ - يرفع يديه عند التكبير إلى

 حذو منكبيه ،
 أو إلى حيال أُذنيه .

٥ - يضع يديه على صدره ،
اليمنى على كفه اليسرى ،
لثبوت ذلك عن النبي ﷺ .

---------------------------------------
💡[ المصدر : المجموع للإمام ابن باز
رحمه الله  ج / ١١ / ص / ٧ - ٩ ]

_________________________
📕مكتبة المنهج القويم 



Share

الخميس، 9 مارس 2017

👈دُرَرٌ مِنَ النَّصَائِحِ🌷


🌷مفاتيح الخير ومفاتيح الشر


🌱من حسْن توفيق الله للعبد معرفة مفاتيح الخير للتحلِّي بها، ومعرفة مفاتيح الشر لاجتنابها والحذر منها .

قال ابن القيم رحمه الله في«حادي الأرواح»(68): وقد جعل الله سبحانه لكلِّ مطلوب مفتاحًا يُفتَح به،


فجعل مفتاح الصلاة الطُّهور ،

ومفتاح الحج الإحرام ،

ومفتاح البِرِّ الصدق ،

ومفتاح الجنة التوحيد،

ومفتاح العلم حسن السؤال وحسن الإصغاء،

ومفتاح النَّصر والظفر الصبر،

ومفتاح المزيد الشُّكر .


ومفتاح الولاية المحبة والذكر ،

ومفتاح الفلاح التقوى ،


ومفتاح التوفيق الرغبة والرهبة ،


ومفتاح الإجابة الدعاء ،


ومفتاح الرغبة في الآخرة الزهد في الدنيا ،


ومفتاح الإيمان التفكر فيما دعا الله عبادَه إلى التفكر فيه،


ومفتاح حياة القلب تدبر القرآن والتضرع بالأسحار وترك الذنوب ،


ومفتاح حصول الرحمة الإحسان في عبادة الخالق والسعي في نفع عبيده ،


ومفتاح الرزق السعي مع الاستغفار والتقوى .


ومفتاح العزِّ طاعة الله ورسوله ،


ومفتاح الاستعداد للآخرة قِصَر الأمل ،



ومفتاح كل خير الرغبة في الله والدار الآخرة.



🗝ومفتاح كل شر حبُّ الدنيا وطول الأمل .



وهذا باب عظيم من أنفع أبواب العلم ،

وهو معرفة مفاتيح الخير والشر لا يوفَّقُ لمعرفته ومراعاته إلَّا من عَظُمَ حظُه وتوفيقُه ،

فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر مفتاحا وبابًا يدخل منه إليه .


🗝كما جعل الشرك والكِبْر والإِعراض عمَّا بعث الله به رسوله والغفلة عن ذكره والقيام بحقه مفتاحًا للنار،


🗝وكما جعل الخمر مفتاح كلِّ إثمٍ،


🗝وجعل الغنى مفتاح الزنا .


🗝وجعل إطلاق النظر في الصُّور مفتاح الطلب والعشق،


🗝وجعل الكسل والراحة مفتاح الخيبة والحرمان،


🗝وجعل المعاصي مفتاح الكفر،


🗝وجعل الكذب مفتاح النفاق،


🗝وجعل الشُّحَ والحرص مفتاح البخل وقطيعة الرحم وأخذ المال من غير حلِّه،


🗝وجعل الإِعراض عما جاء به الرسول مفتاح كلِّ بدعة وضلالة.





وهذه الأمور لا يُصَدِّقُ بها إلا كلُّ من له بصيرةٌ صحيحة وعقل يَعرف به ما في نفسِه وما في الوجود من الخير والشر، فينبغي للعبد أن يعتني كلَّ الاعتناء بمعرفة المفاتيح وما جُعلت المفاتيح له .


والله ومن وراء توفيقِه وعدله، له الملك وله الحمد وله النعمة والفضل لا يسْأل عما يفعل وهم يسْأَلون .اهـ المراد


- - - - - - - - - - -


●•أم عبدالله بنت الشيخ مقبل الوادعي•●

           •● حفظها الله تعالى ●•



@alwad3ya




http://goo.gl/NZEjrN
 :http://alwadei967.blogspot.com/2017/03/37.html

الأربعاء، 8 مارس 2017

📌 المعتقد الصحيح فى سؤال وجواب⑯

📍 سلسلة !? سؤال وجواب ؟!
•••━━━━━━●؛؛؛؛؛؛؛؛●━━━━━━•••
📌 المعتقد الصحيح فى سؤال وجواب⑯

📍لأبى محمد عبدالله سعيد رسلان
•••━━━━━━●؛؛؛؛؛؛؛؛●━━━━━━•••

📖الدَّرْسُ السَّادِسَ عَشَرَ:

📕النَّهْيُ عَنِ الْجِدَالِ فِي الدِّينِ


● س ٩٧ : مَا مَوْقِفُ أَهْلِ السُّنَّةِ مِنْ الْجِدَالِ وَالْخُصُومَاتِ فِي الدِّينِ؟

يَنْهَى أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَنِ الْجِدَالِ وَالْخُصُومَاتِ فِي الدِّينِ؛ إِذْ قَدْ حَذَّرَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ ذَلِكَ.

فَفِي سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ، وَابْنِ مَاجَه عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ»، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا﴾  [الزخرف: ٥٨ ]( ١) .

ـــــــــــــــــــــ
(١)  أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ ( ٣١٧٦ ) ، وَابْنُ مَاجَهْ ( ٤٨ ) ، وَقَالَ الْأَلْبَانِيُّ فِي «صَحِيحِ التَّرْغِيبِ» ( ٣٧): «حَسَنٌ صَحِيحٌ».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

● س ٩٨ : مَا الْجَدَلُ الْمَذْمُومُ؟

هُوَ الْجِدَالُ بِالْبَاطِلِ.

أَوِ الْجِدَالُ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ.

أَوِ الْجِدَالُ فِيمَا لَا يَعْلَمُ الْمُحَاجُّ.

أَوِ الْجِدَالُ فِي الْمُتَشَابِهِ مِنَ الْقُرْآنِ.

أَوِ الْجِدَالُ بِغَيْرِ نِيَّةٍ صَالِحَةٍ. . . وَنَحْوُ ذَلِكَ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

● س ٩٩ : مَا الْجَدَلُ الْمَحْمُودُ؟

هُوَ الْجِدَالُ لِإِظْهَارِ الْحَقِّ وبَيَانِهِ، مِنْ عَالِمٍ، لَهُ نِيَّةٌ صَالِحَةٌ، مُلْتَزِمٌ فِي جِدَالِهِ بِالْأَدَبِ، فَذَلِكَ مِمَّا يُحْمَدُ.

قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾  [النحل: ١٢٥]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

● س ١٠٠ : اذْكُرْ بَعْضَ الْمُجَادَلَاتِ الشَّرْعِيَّةِ؟

أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ مُحَاجَّةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَّلَام مَعَ قَوْمِهِ، وَمُوسَى عَلَيهِ السَّلَام مَعَ فِرْعَوْنَ.

وَفِي السُّنَّةِ ذِكْرُ مُحَاجَّةِ آدَمَ وَمُوسَى عَلَيْهِما السَّلَامُ، وَنُقِلَ عَنِ السَّلَفِ الصَّالِحِ مُنَاظَرَاتٌ كَثِيرَةٌ، وَكُلُّهَا مِنَ الْجِدَالِ الْمَحْمُودِ الَّذِي تَوَفَّرَ فِيهِ:

١-  الْعِلْمُ.
٢- النِّيَّةُ.
٣- الْمُتَابَعَةُ.
٤- أَدَبُ الْمُنَاظَرَةِ.

•••━━━━━━●؛؛؛؛؛؛؛؛●━━━━━━•••



Share

الثلاثاء، 7 مارس 2017

📍الحديثُ وعلومُه ② 📕قاعدة :في الجرح والتعديل💡





📌قاعدة :في الجرح والتعديل
  


📖تعارُض الجرح والتعديل في الراوي

إذا تعارض جرحٌ وتعديل فيقدَّمُ الجرحُ إذا كان مفسَّرًا.

لأن الجارحَ عنده زيادة علم لم يطَّلِعْ عليها المعدِّل.


📎أما إذا تعارض جرح وتعديل وكان الجرح غير مفسَّر فيقدَّم التعديل.

هذا ما استفدناه من كتب الحديث ،ومن دروس والدي رحمه الله.



📖قال ابن الصلاح رحمه الله في«علوم الحديث» (109): 

إِذَا اجْتَمَعَ فِي شَخْصٍ جَرْحٌ وَتَعْدِيلٌ، فَالْجَرْحُ مُقَدَّمٌ،

 لِأَنَّ الْمُعَدِّلَ يُخْبِرُ عَمَّا ظَهَرَ مِنْ حَالِهِ، 

وَالْجَارِحَ يُخْبِرُ عَنْ بَاطِنٍ خَفِيَ عَلَى الْمُعَدِّلِ.

 فَإِنْ كَانَ عَدَدُ الْمُعَدِّلِينَ أَكْثَرَ فَقَدْ قِيلَ: التَّعْدِيلُ أَوْلَى.

 وَالصَّحِيحُ - وَالَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ - أَنَّ الْجَرْحَ أَوْلَى لِمَا ذَكَرْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.اهـ



●•للشيخة•●
أم عبدالله بنت الشيخ مقبل الوادعي

            •●حفظها الله تعالى●•




Share

📌المعتقد الصحيح فى سؤال وجواب ⑮

 📍سلسلة !? سؤال وجواب ؟!
•••━━━━━━●؛؛؛؛؛؛؛؛●━━━━━━•••
 📌المعتقد الصحيح فى سؤال وجواب ⑮

📍لأبى محمد عبدالله سعيد رسلان
•••━━━━━━●؛؛؛؛؛؛؛؛●━━━━━━•••

📎الدَّرْسُ الْخَامِسَ عَشَرَ:

📑المُعْتَقَدُ الصَّحِيحُ فِيمَا يَجِبُ لِوُلاةِ الأَمْرِ مِنَ المُسْلِمِينَ


● س ٩٣ :  مَا عَقِيدَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ فِيمَا يَجِبُ لِوُلَاةِ الْأُمُورِ؟

يَعْتَقِدُ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى أَوْجَبَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ طَاعَةَ وُلَاةِ أَمْرِهِمْ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَيَعْتَقِدُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ - ﷺ  - فِي حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - : «اسْمَعْ وَأَطِعْ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ، وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَعْصِيَةً» (١). أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «صَحِيحِيِه»، بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَأَصْلُهُ فِي «الصَّحِيحَيْنِ».


ـــــــــــــــــــــ
( ١)  أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي «السُّنَّةِ» ( ٢٢٥/٢) ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي «صَحِيحِهِ» ( ٤٦٤٥ )، وَصَحَّحَهُ الشَّيْخُ الْأَلْبَانِيُّ فِي «ظِلَالِ الْجَنَّةِ».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

● س ٩٤ : هَلْ يَجُوزُ الْخُرُوجُ عَلَى وُلَاةِ الْأَمْرِ؟

لَا يَجُوزُ، فَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يَعْتَقِدُونَ تَحْرِيمَ الْخُرُوجِ عَلَى وُلَاةِ الْأَمْرِ وَإِنْ جَارُوا وَظَلَمُوا، مَا لَمْ يَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَهُمْ فِيهِ مِنَ اللهِ بُرْهَانٌ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ ﷺ : «أَلَا مَنْ وُلِّيَ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ»  (١) . 

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ.

ـــــــــــــــــــــ
(١) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ( ١٨٥٥ ) 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

● س ٩٥ : مَا عُقُوبَاتُ الْخَارِجِ عَلَيْهِمْ؟

الْخَارِجُ مِنَ الْجَمَاعَةِ أَلْحَقَ بِهِ الشَّارِعُ عُقُوبَاتٍ غَلِيظَةً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَتَنَاسَبُ مَعَ عِظَمِ جَرِيمَتِهِ:

مِنْ ذَلكِ: أَنَّ مَنْ مَاتَ وَهُوَ خَارِجٌ عَنِ الطَّاعَةِ مُفَارِقٌ لِلْجَمَاعَةِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَإِنَّهُ لَا يُسْأَلُ عَنْهُ كِنَايَةً عَنْ عَظِيمِ ذَنْبِهِ، وَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَلَا حُجَّةَ لَهُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

● س ٩٦ : كَانَ السَّلَفُ يَسْتَحِبُّونَ الدُّعَاءَ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ، بَيِّنْ ذَلِكَ ؟

الدُّعَاءُ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ بِالصَّلَاحِ وَالْمُعَافَاةِ مِمَّا يُحْمَد وَيَتَأَكَّدُ، وَهُوَ عَلَامَةُ أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، يَقُولُ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: «لَوْ كَانَ لِي دَعْوَةٌ مَا جَعَلْتُهَا إِلَّا فِي السُّلْطَانِ، فَأُمِرْنَا أَنْ نَدْعُوَ لَهُمْ بِالصَّلَاحِ، وَلَمْ نُؤْمَرْ أَنْ نَدْعُوَ عَلَيْهِمْ، وَإِنْ جَارُوا وَظَلَمُوا، لِأَنَّ جَوْرَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَصَلَاحُهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ وَلِلْمُسْلِمِينَ».


وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : «لَا تَسُبُّوا أُمَراءَكُمْ وَلَا تَغُشُّوهُمْ، وَلَا تُبْغِضُوهُمْ، وَاتَّقُوا اللهَ وَاصْبِرُوا، فَإِنَّ الْأَمْرَ قَرِيبٌ»
( ١). رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي «السُّنَّةِ» وَغَيْرُهُ.

ـــــــــــــــــــــ
( ١) أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي «السُّنَّةِ» (١٠١٥ ) ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي «شُعَبِ الْإِيمَانِ» ( ٧٢٦٤).

•••━━━━━━●؛؛؛؛؛؛؛؛●━━━━━━•••



Share

الاثنين، 6 مارس 2017

📓ابن باز رحمه الله : كيف نعالج التطرف❓

✔بالتعليم والتوجيه من العلماء، إذا عرفوا عن إنسان أنه يزيد ويبتدع بينوا له، مثل الذي يكفر العصاة، وهذا دين الخوارج، الخوارج هم الذين يكفرون بالمعاصي، ولكن يُعلم أن عليه التوسط، فالعاصي له حكمه، والمشرك له حكمه، والمبتدع له حكمه، فيعلم ويوجه إلى الخير حتى يهتدي، وحتى يعرف أحكام الشرع وينزل كل شيء منزلته، فلا يجعل العاصي في منزلة الكافر ولا يجعل الكافر في منزلة العاصي، فالعصاة الذين ذنوبهم دون الشرك كالزاني، والسارق، وصاحب الغيبة، والنميمة، وآكل الربا، هؤلاء لهم حكم، وهم تحت المشيئة إذا ماتوا على ذلك، والمشرك الذي يعبد أصحاب القبور ويستغيث بالأموات من دون الله له حكم، وهو الكفر بالله عز وجل، والذي يسب الدين أو يستهزئ بالدين له حكم وهو الكفر بالله.

✒فالناس طبقات وأقسام ليسوا على حد سواء، لابد أن ينزلوا منازلهم، ولابد أن يعطوا أحكامهم بالبصيرة والبينة لا بالهوى والجهل، بل بالأدلة الشرعية، وهذا على العلماء. فعلى العلماء أن يوجهوا الناس، وأن يرشدوا الشباب الذين قد يخشى منهم التطرف أو الجفاء والتقصير، فيعلمون ويوجهون؛ لأن علمهم قليل، فيجب أن يوجهوا إلى الحق.


Share

✓❞الإصلاح النفسي للفرد، أساس استقامته وصلاح أمته/📋الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله-❝

❍الإصلاح النفسي للفرد، أساس استقامته وصلاح أمته
📌حاجة الأمة إلى انضواء أفرادها تحت لوائها
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعدُ:فإنَّ أشدَّ ما تكون إليه حاجة الأُمَّة اليوم هو انضواءُ أفرادِها تحت لوائها بحيث يمثِّل كلُّ فردٍ منهم لَبِنَةً قويَّةً صالحةً، تشيِّدُ بناءَ الأُمَّةِ، وترسِّخُ دعائِمَهُ، وتُعلي صَرْحَهُ؛ لأنَّ فسادَ الأُمَّةِ بفساد أفرادِها، ومَنَاطُ صلاحِ الأُمَّةِ بصلاح أبنائها، وقد أثنى اللهُ تعالى على خيرِ جِيلٍ عرفَتْهُ البشريةُ يحمل صفاتٍ لم تبلُغْها أُمَّةٌ لَمْ تَنْعَمْ بنعمةِ الإسلام، اتَّصف باستيعاب «لا إله إلاَّ الله، محمَّدٌ رسول الله» على الوجه الذي أراده الله، فلم تكن عندهم كلمةً عابرةً، وهم بعيدون عن مقتضاها وعن منهجها الشاملِ لكلِّ مناحي الحياة، ولا قضيَّةً خفيفةَ الوزن يقولونها بألسنتهم وقلوبُهم غافلةٌ عنها، وسلوكُهم الواقعي مخالفٌ لها أتمَّ المخالفة، وإنما عرفوها حقَّ المعرفة وقدَّروها حقَّ قدرها، قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾ [آل عمران: ١١٠]، فكانوا أفرادًا متجانسين أهلَ مُعْتَقَدٍ واحدٍ، يسيرون على مسارٍ واحدٍ لا عِوَجَ فيه كما أمرهم ربُّهم سبحانه: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: ١٥٣]، ويؤلِّفون مجتمعًا مؤمنًا، له شخصيَّتُهُ الفذَّةُ القويَّةُ، وهم مُتكتِّلون على كلمة التوحيد الخالصِ استيعابًا وسُلوكًا وبصدقٍ وأمانةٍ، فتحقَّقتْ بعقيدة التوحيد أَوَّلُ وِحدةٍ في تاريخ البشرية قائمةٍ على تجريد العبادة لله وحده بجميع أنواعها، وتجريدِ متابعةِ رسولِ الهُدَى محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، والاكتفاءِ به إمامًا وقدوةً، والعملِ بسُنَّته والدعوةِ إليها، وتحذيرِ الناس من الابتداع في دينِ الله تعالى، فكان أن ورَّث هذا التجريدُ وتلك المتابعةُ الصادقةُ ثمراتٍ حسنةً ارتفعوا بها عن الحضيض، واستحقُّوا التمكينَ في الأرض، فظهر على أيَدِيهِمْ فتحٌ من الله لا مثيلَ له في التاريخ من قبلُ ولا من بعدُ، حيث امتدَّ الإسلامُ -في خلال نصف قَرْنٍ من الزمان- من المحيط إلى ما وراء الهند، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ [النور: ٥٥].عناية الإسلام بالعنصر النفسي للفردومن خلال مقوِّمات هذا الجيلِ وثوابِتِهِ الأصيلةِ، تَبَلْوَرَتْ عنايةُ الإسلامُ بالعنصر النفسيِّ للفردِ؛ لأنَّ الإصلاحَ النفسيَّ للفرد هو القاعدةُ الأساسيةُ لصلاحه وصلاحِ أُمَّتِهِ، وهو الدِّعامةُ الأولى لاستقامته وسعادِته في الدارين، إذ إنَّ نفسَ الفرد مركَّبةٌ -من حيث القُوَّةُ والغَلَبةُ- من شِقَّين:• شِقٍّ فطري إيجابيٍّ أصيلٍ، جُبِلَتْ فِطرتُهُ على محبَّةِ الحقِّ والخيرِ، فهي مستعدَّة لإدراك معرفة الحقائق، وتسعد بإدراكها، وتأسى على مخالفتها، ولولا المعارض لبقيت على حالتها من السلامة والاستقامة، فهي مقتضيةٌ لدين الإسلام، ومستلزمةٌ للإقرار بالخالق سبحانه ومحبَّتِهِ وإخلاصِ الدِّين له، قال ابنُ تيمية -رحمه الله-: «لقد أودع اللهُ عزَّ وجلَّ في قلوبِ العباد من المعارف الفِطرية الضرورية ما يفرِّقون به بين الحقِّ والباطل، وما يجعلها مستعدَّةً لإدراك الحقائق ومعرفتها، ولولا ما في القلوب من هذا الاستعداد والتمكُّن لَمَا أفاد النظرُ والاستدلالُ ولا البيانُ، كما أنه سبحانه جعل الأبدان مستعدَّةً للاغتذاء بالطعام والشراب، ولولا هذا الاستعداد لَمَا أمكن تغذيتها وتربيتها، وكما أنَّ في الأبدان قوَّةً تفرِّق بين الغذاء الملائم والمنافي، ففي القلوب قوَّةٌ تفرِّق بين الحقِّ والباطل أعظم من ذلك»(١).
• وشِقٍّ سلبيٍّ عارِضٍ على الفِطرة التي قد تضعف ويَخْفُتُ نورُها فيعرِضُ لها ما يغيِّرها ويحوِّلُها إلى مِلَلِ الكفر والشِّرك بسبب مؤثِّراتٍ خارجيةٍ كالطبائع الشرِّيرة، والبيئة السيِّئة التي يتربَّى فيها الإنسان منذ صغره، ففي الحديث: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ»(٢)، أو بسبب نزغاتٍ شيطانيةٍ طائشةٍ تميل به عن الجادَّةِ وتنحرف به عن سواء السبيلِ، وإلى هذا المعنى يشير النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بقوله فيما يروي عن ربِّه تبارك وتعالى أنَّه قال: «إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا»(٣)، فارتبط مصيرُ الإنسانِ في دنياه وآخرته بِرُجْحَانِ أحدِ الشِّقَّين: شِقِّ الخير والتقوى، أو شِقِّ الشرِّ والفجور، فمن طهَّر نفسَه بطاعة الله، وأصلحها من الأخلاق الدنيئة والرذائل فقد أفلح وربح، ومن أخملها ودسَّاها حتى ركب المعاصي وترك طاعةَ الله فقد خاب وخسر، وأصلُ هذا المعنى قول الله تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [سورة الشمس: ٧-١٠].

لذلك أرسل اللهُ الرسلَ لتذكِّر النفسَ بوجوب المحافظةِ على طهارة فِطرَتها المتجلِّية في معرفةِ الله ومحبَّتِهِ والإخلاصِ له وإيثارِه على غيره، وتُنبِّهُها عليه، مع التفصيل والبيان، وتعرِّفها الأسبابَ المعارضةَ لموجَب الفطرة المانعة من اقتفاء أثرها، كما حذَّرت من الاستسلام للنَّزَعات الشيطانية والطبائع الشرِّيرةِ الطارئة على النفس التي تُضْعِفُ من عزمها، وترمي بها في بُؤَرِ الضلال وساحات الهوى، وتنحرفُ بها عن سواء السبيل فدعت إلى تخليص الفطرة من كلِّ ما قد يُعَكِّرُ صفاءَهَا ويُذهب نقاءَهَا ممَّا يلابسها من الشوائب والعوالق المدنِّسة قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [سورة الروم: ٣٠].

قال ابن القيِّم -رحمه الله-: «وهكذا شأن الشرائع التي جاءت بها الرسل، فإنها أمرٌ بمعروفٍ، ونهيٌ عن منكر، وإباحةُ طَيِّبٍ، وتحريمُ خبيثٍ، وأمرٌ بعدلٍ، ونهيٌ عن ظُلْمٍ، وهذا كلُّه مركوزٌ في الفطرة، وكمالُ تفصيله وتبيينِه موقوفٌ على الرسل»(٤).

وعلى أساس معايير الهداية التي جاءت بها الرسلُ تقوم دعوةُ المصلحين إلى توحيد الله ربِّ العالمين وعبادتِه ومحبَّتِهِ والإخلاصِ له، فهو أصلُ الدِّين، ودعوةُ جميعِ الأنبياءِ والمرسلين، وهو ركنُ الأعمال وشرطُ التمكين في الدنيا، والنجاةِ في الآخرة، وبه تتَّحدُ الأُمَّةُ وتجتمع على إمامها وقدوتها محمَّدٍ صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم، فلا وحدة بدون توحيدٍ، ولا اجتماع بدون اتِّباع.

ميدان دعوة المصلحينوميدانُ الإصلاح يدعو القائمين به إلى تطهيرِ الفطرةِ من الأخلاط والشوائب ممَّا يضادُّ التوحيدَ الخالصَ، والتحذيرِ من دعاوى الجاهليةِ ومظاهرِ الشرك وأشكالِ الخُرَافَةِ وأنماطِ البِدَعِ، ومحاربةِ كلِّ أسبابِ الانحرافِ عن دِينِ الفطرةِ بإظهار الحقِّ، والأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر بوسيلةِ العلم الشرعيِّ الصحيحِ الذي هو مادَّةُ الإسلامِ وموضوعُه، وبمنهجٍ مستمَدٍّ من الكتاب والسُّنَّةِ وما عليه سلفُ الأُمَّة.

كما أنَّ ميدانَ الإصلاحِ ينادي أصحابَه إلى ربطِ النفوس بشريعة الله الشاملة لجميع ميادين الحياة فيما يحتاجه الناسُ لصلاح دنياهم وآخرتِهم، وغرسِ الأخلاق الفاضلةِ ومبادئ البِرِّ والإحسانِ والتعاوُنِ على الحقِّ والخيرِ بالأسلوب الدَّعَوِيِّ المُنْبَثِقِ من قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: ١٢٥].

كما أنَّ ميدانَ الإصلاح يتطلَّبُ من القائمين عليه من دعاة الحقِّ أن يكونوا على بصيرةٍ بالمجال الدعوي: من علمٍ دقيقٍ بالشرع ومقاصده العليا، ومراميه النبيلةِ، مع الصِّلة الوثيقةِ بالله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [سورة يوسف: ١٠٨]، وأَنْ يبتعدوا في مسيرتهم الدعويةِ عن الجفوة والغِلظة وسوءِ الأدبِ والمنقلب، فالرِّفقُ في الأسلوب من أبرز خصائص دعوة الحقِّ، وأن يتَنَزَّهوا عن الأغراض الدنيئة والاغترار بالدنيا؛ لأنَّ الانشغال بها والتلهِّيَ عن الآخرة أوَّلُ طريقِ الضَّيَاع، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [سورة المنافقون: ٩]، وأَنْ يلتزموا التوكُّلَ على الله والتحلِّيَ بالصبر على دعوتهم إلى الخير والرُّشْدِ والسُّؤْدُدِ، ويعتبروا بما واجه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من كلِّ أشكال الصدود والفجور، وكلِّ ألوان الكنود والجحودِ، فَصَبَرَ عليها وصابر ورابط حتى أتمَّ اللهُ دعوتَهُ، وانتشرت في الآفاق.

إنَّ صَبْرَ الدعاةِ المصلحينَ على ما يصيبهم هو من عزائم الأمور؛ لأنه صبرٌ على استكبار الجاحدين، وجفوة العصاة، وعَنت المدعوِّين، وهو من علامات أهل الصلاح المتَّقين قال تعالى: ﴿وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [سورة إبراهيم: ١٢]، كما هو من صفات الأئمَّة المقتدى بهم، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ [سورة السجدة: ٢٤].

هذا، وإذا تحقَّقت الدِّعامةُ الأولى لصلاح الفرد بإصلاح نفسه فقد استقامت لَبِنَةٌ لمجتمَعِهِ المسلمِ تنتظمُ إلى جانبها لَبِنَاتٌ قويَّةٌ صالحةٌ يُشَيَّدُ بها صَرْحُ أُمَّةِ الإسلامِ، كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضُه بعضًا، تَقَرُّ بها أعينُ الموحِّدين في تماسُكها وعِزَّتها وتمكينها وهَيْمَنَتِهَا، وتحتلُّ صدارةَ المجتمعاتِ على مدى الزمان وفي كلِّ الأحوال، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [سورة الأنبياء: ٩٢].

قال الشيخ العلاَّمة ابن باديس -رحمه الله-: «فصلاحُ النَّفْسِ هو صلاحُ الفَرْدِ، وصلاحُ الفردِ هو صلاحُ المجموعِ، والعنايةُ الشرعيَّةُ متوجِّهةٌ كُلُّهَا إلى إصلاحِ النفوسِ؛ إِمَّا مباشرةً وإمَّا بواسطةٍ، فما مِنْ شَيْءٍ مِمَّا شَرعَهُ اللهُ تعالى لعبادِه من الحقِّ والخيرِ والعدلِ والإحسانِ، إلاَّ وهو راجعٌ عليها بالصَّلاح، وما من شيءٍ نهى اللهُ تعالى عنه من الباطلِ والشَّرِّ والظُّلْمِ والسُّوءِ، إلاَّ وهو عائدٌ عليها بالفساد؛ فتكميل النَّفْسِ الإنسانيَّةِ هو أعظمُ المقصودِ من إنزالِ الكتبِ وإرسالِ الرُّسلِ، وشرع الشَّرَائِعِ»(٥).

نسألُ اللهَ تعالى أن يُصلِح أمْرَ هذه الأمَّة كما أصلح أمْرَ أَوَّلِها، وأن يفتح علينا بالاعتصام بحبله المتين، وأن يجمعَ كلمتَنَا على التقوى والدِّين، وأن يهب لنا من لدنه رحمةً وعلمًا ورشدًا، وأن يُوَفِّقَ القائمين على الإصلاح في دعوتهم، ويُسَدِّدَ خطاهم، ويجمعَهم على التعاون على البِرِّ والتقوى والتواصي بالحقِّ والصبر، واللهُ من وراء القَصْدِ وهو يهدي السبيل.

وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ١٩ شعبان ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ١١ سبتمبر ٢٠٠٦م



(١) «درء تعارض العقل والنقل» لابن تيمية (٥/ ٦٢).

(٢) أخرجه البخاري في «الجنائز» (٣/ ٢١٩) باب إذا أسلم الصبيُّ فمات هل يُصلَّى عليه؟ ومسلم في «القدر» (١٦/ ٢٠٧) باب معنى: كلُّ مولود يولد على الفطرة، وأبو داود في «السنَّة» (٥/ ٨٦) باب في ذراري المشركين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(٣) أخرجه مسلم في «الجنَّة وصفة نعيمها وأهلها» (١٧/ ١٩٦) باب الصفات التي يُعرف بها في الدنيا أهلُ الجنَّة وأهل النار، وأحمد: (١٧٩٤) من حديث عياض بن حمارٍ المجاشعي رضي الله عنه.

(٤) «شفاء العليل» لابن القيِّم (٢/ ٨٢١).

(٥) «ابن باديس: حياته وآثاره» (١/ ٢٣٣).


Share

مشاركة مميزة

حسن الظن بالله تعالى وقصة عجيبة لرجل شفاه الله تعالى من مرض السرطان

قال الشيخ #عبد_الرزاق_البدر - حفظه الله: ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )، ونبينا عليه الصلاة والسلام إذا جيء له بمريض قال: ( اللهم رب ...