رفعة العلم
يقول الله تعالى :{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} .
وروى مسلم (817) من طريق عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ، لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي، فَقَالَ: ابْنَ أَبْزَى، قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا، قَالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، قَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ: «إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» .
لكن ما كلُّ من أعطي العلم فقد نال رفعة العلم.
قال تعالى:﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾[الأعراف:175-176].
قال ابن القيم رحمه الله في «روضة المحبين» (194): في ذلك دليل على أن مجرد العلم لا يرفع صاحبه فهذا قد أخبر الله سبحانه أنه آتاه آياته ولم يرفعه بها .
فالرفعة بالعلم قدر زائد على مجرد تعلمه .
ثم أخبر الله عز وجل عن السبب الذي منعه أن يرفع بها فقال: ﴿وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾ وقوله: ﴿أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ﴾ أي سكن إليها ونزل بطبعه إليها فكانت نفسه أرضية سُفلية لا سماوية علوية وبحسب ما يخلد العبد إلى الأرض يهبط من السماء .اهـ
◉للشيخة◉
°✿أم عبدالله بنت الشيخ مقبل الوادعي✿°
°•حفظها الله تعالى•°
•••••┈┈•••┈·┈•••┈┈•••·┈┈•••┈·┈•••••
•••••┈┈•••┈·┈•••┈┈•••·┈┈•••┈·┈•••••
طَالِـبَـاتُ عِـلْـمٍ عَــلَــى دَرْبِ الإِسْتِــقَامَـةღ
صَفْحَةٌ تَهْتَمُ بِكُّلِ مَا يَخُصُّ طالبة_علم سلفية مبتدئة انشرن العلم فإن نشره من أعظم القربات قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: «لاأعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم» تهذيب الكمال (16/20).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق