الدَّرْسُ الْخَامِسُ:
الْمُعْتَقَدُ الصَّحِيحُ فِي الْمَلَائِكَةِ
● س ٢١ : كَيْفَ يَكُونُ الْإِيمَانُ بِالْمَلَائِكَةِ؟
يَكُونُ بِالتَّصْدِيقِ بِوُجُودِهِمْ، وَمَا ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَسْمَائِهِمْ، وَمَا ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِهِمْ.
قَالَ اللهُ تَعَالَى:﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ﴾ [ البقـرة : ٢٨٥ ] .
وَفِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» سُؤَالُ جِبْرِيلَ لِلنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ ﷺ عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ ﷺ : «الْإِيمَانُ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» (١).
ــــــــــــــــــــ
(١) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ( ٨) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
● س ٢٢ : اذْكُرْ بَعْضَ صِفَاتِ الْمَلَائِكَةِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ؟
وَصَفَهُمُ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ بِقَوْلِهِ:﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [ الأنبيـاء ١٩-٢٠ ] .
وَقَالَ تَعَالَى -أَيْضًا-:﴿ وَقَــالُــوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَــوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُــونَ ﴾ [ الأنبياء : ٢٦-٢٧ ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
● س ٢٣ : هَلْ لِلْمَلَائِكَةِ شَيْءٌ مِنْ خَصَائِصِ الْأُلُوهِيَّةِ؟
لَا، فَهُمْ عَبِيدٌ للهِ تَعَالَى، وَخَلْقٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ الْعَظِيمَةِ، لَا يَسْتَحِقُّونَ شَيْئًا مِنَ الْعِبَادَةِ.
قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَيَــوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُـــولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَٰــــؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُـــدُونَ قَالُــوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ ۖ بَلْ كَانُــوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُــؤْمِنُـــونَ ﴾ [ سبأ : ٤٠-٤١ ] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
● س ٢٤ : مَا صِفَةُ خَلْقِهِمْ؟
فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : «خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةِ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ (١) مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا قَدْ وُصِفَ لَكُمْ»(٢).
وَمِنْ صِفَةِ خَلْقِهِمْ أَنَّ لَهُمْ أَجْنِحَةً، فَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ جَنَاحَانِ جَنَاحَانِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ ثَلَاثَةٌ ثَلَاثَةٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ أَرْبَعَةٌ أَرْبَعَةٌ، وهَكَذَا.
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِــرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَــةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَــدِيــرٌ ﴾ [ فـاطر: ١ ] .
وَفِي «صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ» عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - : «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِئَةِ جَنَاحٍ» (٣).
ــــــــــــــــــــ
(١) المارجُ : اللَّهـبُ المُختلط بِسـوادِ النَّـار.
(٢) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ( ٢٩٩٦ ) ، وأحمد ( ١٥٣/٦) .
(٣) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ( ٣٢٣٢ ) ، وَمُسْلِمٌ ( ١٧٤) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
● س ٢٥: هَلْ لِلْمَلَائِكَةِ قُدْرَةٌ عَلَى التَّشَكُلِ؟
نَعَمْ، قَدْ أَقْدَرَهُمُ اللهُ تَعَالَى عَلَى التَّشَكُّلِ بِالْأَجْسَامِ الْحَسَنَةِ، كَمَا تَمَثَّلَ جِبْرِيلُ عَلَيهِ السَّلَامُ لِمَرْيَمَ بَشَرًا سَوِيًّا وَكَمَا تَمَثَّلُوا لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَّلَامُ ، عِنْدَمَا حَلُّوا عَلَيْهِ ضُيُوفًا مُكَرَّمِينَ، وَكَمَا تَمَثَّلُوا لِلُوطٍ عَلَيهِ السَّلَامُ عِنْدَمَا جَاءُوا لِإِنْزَالِ الْعَذَابِ بِقَوْمِهِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
● س ٢٦ : رَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِي قَوْلِهِمْ: الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللهِ، بَيِّنْ ذَلِكَ؟
قَالَ اللهُ تَعَالَى:﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِـرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُـــونَ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَـاثًـا وَهُمْ شَاهِــدُونَ أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُـــولُــونَ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُـــونَ أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُـــونَ أَفَلَا تَذَكَّــرُونَ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ * فَأْتُـــوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [ الصافات : ١٤٩-١٥٧ ]
مكتبة المنهج القويم
-----------------------------------------------------------
طَالِـبَـاتُ عِـلْـمٍ عَــلَــى دَرْبِ الإِسْتِــقَامَـةღ
صَفْحَةٌ تَهْتَمُ بِكُّلِ مَا يَخُصُّ طالبة_علم سلفية مبتدئة انشرن العلم فإن نشره من أعظم القربات قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: «لاأعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم» تهذيب الكمال (16/20).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق