👈السؤال:
قال سائلٌ: التقيت بشابٍّ طالب علم، فقال لي: أنصحك بعدم الانتماء لأيِّ فرقة، لا السلفية ولا غيرها، لأن التسمي باسم السلفية هو ما يزيد من تفرق الأمة بل قل مسلمون فقط؛ فهل هذه النصيحة صحيحة؟
📍الجواب:
إذا أرادَ الأخ جواب مختصر بنعم أو لا؛ أقول لك: لا، لأن هذا ما نصحك، أقول: هذا الشاب لم ينصح لك، وما أراد لكَ الخير أصلحه الله، قد يكون يتظاهر بإرادة الخير لكن كم من مُريدٍ للخير لم يُصِبه، فالسلفية – بارك الله فيكم – ليست فرقة أصلًا، يعني في مقابل فرقة الإخوان وفرقة كذا، هي جماعة المسلمين، هي الطائفة المنصورة، هي الفرقة الناجية بهذا الاعتبار، أمَّا أن نقول أنها فرقة وجماعة وتَكَتُّل فهذا كَذِب وباطل، السَّلفية هي الإسلام الحق، هي إتِّباعك للسُّنة المَحْضة، هي سَيْرُك على ما كان عليه رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – وسلف الأمة الصالح من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى، هذه هي السلفية، تقول: لا أنتسب إليهم؟! حتى هذا خالف السلف وخالف علماء الإسلام الذين ذكروا أنه لا عيبَ على من اعتزى لمذهب السلف، فإن مذهب السلف لا يكون إلَّا حقًّا؛ كما قال الإمام ابن تيميه – رحمه الله-، لا عيبَ على من انتسب إلى مذهب السلف؛ فهذا باطل – بارك الله فيك- ما انتصح هذا، قوله هو هذا الذي يريد لأن التسمي باسم السلفية يزيد في تفرق الأمة، يعني أنتَ في ظنِّك الآن أن الأمة مجتمعة يعني؟ ما شاء الله! أذكر في مسألة التفرق؛ هؤلاء يجعلون هذه الشَّمَّاعة – الشُّبهة يتعلَّقون بها لشهوةٍ وشبهةٍ في النَّفس، أذكر الشيخ جميل الرحمن – رحمه الله- أحد دعاة السُّنة والتوحيد في بلاد الأفغان، وهو أمير جمعية الدعوة إلى الكتاب والسُّنة في بلاد الأفغان قديمًا، قتلوه الخوارج التكفيريون أفراخ ابن لادن ومن معه، المهم – بارك الله فيكم- أذكر أني كنت معه هناك؛ فقال: جاء بعض الناس شباب هكذا من البلاد هذه – من السعودية- قالوا: يا شيخ ليه ما تترك أنتَ هذه الجمعية أو الجماعة التي أنتَ فيها جماعة الدعوة إلى الكتاب والسُّنة فتنطوي تحت المجاهدين، هذا إبّان الغزو الروسي يعني السوفيتي قديمًا، فقال الشيخ: هم متفرِّقون، يعني كانوا تلك أيام سبعة أحزاب في الظاهر، وفي الباطن أكثر، قال: هم مُتَفَرِّقون، إذا انضممتُ إلى ربَّاني غَضِب حِكمتيار، وإذا انضممتُ إلى حِكمتيار غَضِب سَيَّاف، وإذا انضممتُ إلى سَيَّاف غَضِب جيلاني، كُلُّهم مُتفَرِّقون ما اجتمعوا أصلًا، فليس انضمامُ الجماعة تحت أحدٍ سيُقَلِّل أو يمحو الفُرقة، هي شنْشنةٌ – كما يقال- أعرفها من أخزم، يُريد أن نقول: لا تقول سلفية طيب لا نقول؛ ماذا نقول؟! مسلمون، طيب إخوانيون نقول إخوانيون ولا ما نقول؟ نقول تبليغيون ولا ما نقول؟ قطبيون ولا ما نقول؟ فهذا لم ينصح لك، بل يجبُ؛ أقول: الاعتزاز بالانتساب إلى السُّنَّةِ المحضة، سواءً قيلت السلفيّة؛ أو قيل: أهل السُّنَّةِ والجماعة؛ أو قيل: أهل الأثر؛ أو أهل الحديث؛ أو الطائفة المنصورة، كُلُّ هذه مُسَمَّيات للسلفيّة لا ضَيْرَ في هذا، لكن انتبه! قد انتسب إليها من ليس من أهلها، كانت النَّاس تُسَمِّي أنفُسها من قبلُ المسلمون، لَمَّا وقعتِ البدع قيل لهم – كما في مقدمَّةِ مسلم- “سَمُّوا لنا رِجالكم” فمن كان من أهل السُّنَّة رَوَيْنا عنهُ أو أخذنا منه، ومن كان من البدعةِ تركناه، فظهر هذا الاسم، تمييزُ أهل الحقِّ وأتباعُ الحق وهم أهل السُّنَّة من أهل البدع، فالتبس أهل البدعِ وتلبّسوا بأهل السنّة، فَزِيدَ أهلُ السنّة والجماعةِ في مقابل أهل البدعةِ والفُرقة، وهكذا – بارك الله فيكم- فليس كلُّ من انتسب إلى هذه الفرقةِ الناجية؛ الطائفةِ المنصورة صَدَق؛ يُقَوَّم أفعالهُ وأقوالهُ وعلى ما ذكرناهُ من انتهاجِ هذا المنهجِ القويم والصراط المستقيم.
✔الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق